ماذا حدث؟
أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر غواصتين نوويتين قرب روسيا، ردًا على تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف، التي وصفها ترامب بـ”الاستفزازية للغاية”.
جاءت هذه الخطوة بعد أن أمهل ترامب روسيا حتى 8 أغسطس 2025 لوقف الحرب في أوكرانيا، مهددًا بعقوبات اقتصادية قاسية.
ميدفيديف رد عبر منصة “إكس” معتبرًا هذا الإنذار “تهديدًا وخطوة نحو الحرب” بين روسيا والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن روسيا “ليست إسرائيل أو إيران”.
في المقابل، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، في 1 أغسطس 2025، بدء إنتاج صاروخ “أوريشنيك” الأسرع من الصوت، القادر على حمل رؤوس نووية أو تقليدية، مع خطط لنشره في بيلاروسيا قبل نهاية العام.
هذا التصعيد يتزامن مع تعاون الولايات المتحدة وحلف الناتو على آلية جديدة لتزويد أوكرانيا بأسلحة بقيمة 10 مليارات دولار، يمولها حلفاء الناتو.
لماذا هذا مهم؟
هذا التصعيد النووي غير المسبوق بين واشنطن وموسكو يرفع مخاطر المواجهة المباشرة، خاصة مع استمرار الحرب في أوكرانيا منذ فبراير 2022، التي أودت بحياة أكثر من 80,000 شخص وتسببت في نزوح 6.7 ملايين أوكراني وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
نشر الغواصات النووية الأمريكية قرب روسيا، وخطط روسيا لنشر صواريخ “أوريشنيك” في بيلاروسيا، التي تشترك بحدود طويلة مع أوكرانيا، يزيدان من التوترات الجيوسياسية.
صاروخ “أوريشنيك”، بمدى يصل إلى 5,500 كيلومتر وسرعة 10 ماخ، يمكنه تهديد أهداف في أوروبا الشرقية والوسطى، بما في ذلك حلفاء الناتو.
السياسة النووية الروسية المحدثة في 2024، التي تضع بيلاروسيا تحت المظلة النووية الروسية، تخفض عتبة استخدام الأسلحة النووية، مما يجعل أي تصعيد عرضي خطيرًا.
الآلية الجديدة لتسليح أوكرانيا، التي تشمل أسلحة أمريكية بقيمة 500 مليون دولار لكل دفعة، تعكس تصميم الغرب على دعم كييف، مما قد يدفع روسيا لردود فعل أكثر عدوانية.
ماذا بعد؟
المهلة التي حددها ترامب (8 أغسطس 2025) لوقف الحرب في أوكرانيا ستكون نقطة تحول.
إذا لم تمتثل روسيا، قد تفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية تستهدف قطاعات حيوية مثل الطاقة، التي تشكل 40% من إيرادات روسيا وفقًا لتقديرات البنك الدولي.
هذا قد يدفع موسكو لتصعيد عسكري، ربما عبر استخدام أسلحة متقدمة مثل “أوريشنيك” أو زيادة الهجمات في أوكرانيا، حيث سيطرت روسيا على 18% من الأراضي بحلول يوليو 2025.
أما نشر الغواصات النووية فقد يثير رد فعل روسي مماثل، مثل زيادة الوجود العسكري في بحر البلطيق أو القطب الشمالي.
على المدى الطويل، يتطلب تجنب الحرب مفاوضات دبلوماسية مكثفة، ربما بوساطة طرف ثالث مثل تركيا أو الهند، لتجنب سوء تقدير قد يؤدي إلى صراع نووي.
ومع ذلك، فإن غياب الثقة بين واشنطن وموسكو، والتزام الناتو بدعم أوكرانيا، يجعل احتمال التوصل إلى حل سلمي ضعيفًا، مما يبقي شبح الحرب قائمًا.