ماذا حدث؟
أصدرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بيانًا عبرت فيه عن رفضها القاطع لتصريحات أدلى بها قيادي في حركة حماس، خليل الحية، هاجم فيها الدور المصري والأردني في دعم القضية الفلسطينية.
واعتبرت فتح أن هذه التصريحات، التي أثارت استياءً واسعًا، لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا تخدم قضيته الوطنية، بل تُسيء إلى العلاقات العربية وتُضعف الإجماع القومي الداعم للفلسطينيين.
وأكدت فتح أن مصر والأردن كانتا دائمًا سندًا حقيقيًا للفلسطينيين، حيث قدّمتا تضحيات كبيرة، واحتضنتا ملايين الفلسطينيين، ودافعا عن حقوقهم في المحافل الدولية.
وجاءت هذه التصريحات في سياق توترات متصاعدة، حيث وصلت مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في الدوحة إلى طريق مسدود، مع تبادل الاتهامات حول أسباب الجمود.
لماذا هذا مهم؟هذا التصعيد بين فتح وحماس يكشف عمق الانقسام الفلسطيني الداخلي في وقت حرج، حيث يعاني قطاع غزة من وضع إنساني كارثي جراء الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.
تصريحات حماس ضد مصر والأردن، وهما دولتان لعبتا أدوارًا محورية في دعم الفلسطينيين وتسهيل المساعدات ومفاوضات الهدنة، تُثير قلقًا من إضعاف الدعم العربي للقضية الفلسطينية.
مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قادت وساطات لوقف إطلاق النار، بينما دعمت الأردن، بقيادة الملك عبد الله الثاني، حماية المقدسات وحل الدولتين.
هجوم حماس على هاتين الدولتين قد يُفسر على أنه محاولة للضغط سياسيًا، لكنه يُعرض وحدة الموقف العربي للخطر، خاصة في ظل الضغوط الدولية والإقليمية لإنهاء الصراع.
هذا الانقسام يُعيق جهود توحيد الصف الفلسطيني، وهو ما قد يستغله الاحتلال الإسرائيلي لتعزيز سيطرته.
ماذا بعد؟
التوتر الحالي بين فتح وحماس قد يُعقد المحادثات الجارية لتشكيل لجنة مشتركة لإدارة غزة بعد الحرب، والتي اقترحتها مصر مؤخرًا.
إذا استمر تبادل الاتهامات، فقد يتأخر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مما يطيل أمد المعاناة الإنسانية في غزة، حيث قُتل أكثر من 60,000 شخص ونُزح الملايين بحسب تقارير الأمم المتحدة.
مصر والأردن قد تستمران في لعب دور الوساطة، لكن استمرار التصريحات العدائية من حماس قد يدفع القاهرة وعمان لتشديد مواقفهما.
فتح دعت إلى تحكيم العقل ووقف الخطاب التحريضي، مما يشير إلى إمكانية حوار جديد إذا التزمت حماس بالاعتذار أو توضيح موقفها.
على المدى الطويل، يتطلب تجاوز هذا الانقسام جهودًا دبلوماسية مكثفة، ربما برعاية مصرية، لإعادة توحيد الفصائل الفلسطينية تحت راية وطنية موحدة، وهو أمر حاسم لمواجهة التحديات المستقبلية.