ماذا حدث؟
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا خلال الساعات الأخيرة، بعد انتشار مقطع مصوّر يوثّق لحظة اعتقال المطرب السوري “عمر خيري” بطريقة مهينة في مدينة الباب بريف حلب الشمالي، على يد عناصر يُعتقد بانتمائهم إلى جهاز الأمن العام.
الفيديو المتداول، والذي أثار ردود فعل غاضبة، يُظهر المطرب خيري أثناء اقتياده من قبل العناصر الأمنية ووضعه داخل سيارة، بينما بدا عليه الانكسار، وقد أُجبر على الغناء خلال توقيفه، حيث أدّى مقطعًا من أغنية يمدح فيها الرئيس السوري السابق أحمد الشرع.
شتائم على الجسد.. وإهانة علنية
المقطع أظهر كذلك قيام العناصر الأمنية بكتابة شتائم وعبارات مسيئة على وجه وصدر عمر خيري باستخدام أدوات حادة أو مواد رسم، في مشهد وصفه متابعون بأنه “إهانة متعمدة” و”استعراض للسلطة”، ما فجر موجة من السخط والاستنكار عبر مختلف المنصات الرقمية.
تضارب الروايات حول السبب
تباينت الآراء حول خلفيات الاعتقال، إذ اعتبر بعض الناشطين أن السبب يعود إلى ما وصفوه بـ”الغناء الحرام”، بينما ذهب آخرون إلى أن التهمة الحقيقية تتعلق بانتماء خيري للنظام السوري السابق، وامتداحه العلني لرئيسه في السابق، وهو ما يعتبره البعض “استفزازًا” في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة.
لماذا هذا مهم؟
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها في سوريا، فقد شهدت السنوات الأخيرة انتشار عدة مقاطع تُظهر اعتداءات على رواد مقاهي ونوادٍ ليلية، في ممارسات أثارت جدلًا حول الحريات الشخصية والتعامل الأمني في بعض المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
ماذا بعد؟
عبّر عدد كبير من السوريين عن غضبهم حيال طريقة التعامل مع خيري، مؤكدين أن ما جرى لا يليق بكرامة إنسان، مهما كانت توجهاته السياسية أو خياراته الفنية، فيما طالب آخرون بمحاسبة العناصر المتورطة ومساءلة الجهة التي تقف خلف الاعتقال.
الفيديو لا يزال يتفاعل بقوة على المنصات، فيما يترقب الشارع السوري أي توضيح رسمي أو إجراء قانوني بشأن الحادثة التي فتحت الباب واسعًا للنقاش حول حدود السلطة وحقوق الأفراد في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري.