مطار المزة لرجال الأعمال.. هل يخصخص الشرع المواقع العسكرية؟

مطار المزة لرجال الأعمال.. هل يخصخص الشرع المواقع العسكرية؟

ماذا حدث؟

أعلن رئيس الهيئة العامة للطيران المدني السوري، عمر الحصري، عن خطة استراتيجية تمتد حتى عام 2030 لإعادة تأهيل قطاع الطيران في سوريا، الذي وصفه بالمتهالك بسبب الحروب والعقوبات.

تشمل الخطة تطوير مطاري دمشق وحلب، وبناء مطار جديد في دمشق بطاقة استيعابية تصل إلى 30 مليون مسافر سنويًا، وتحويل مطار المزة العسكري إلى مطار مدني مخصص للطيران الخاص ورجال الأعمال.

يهدف مشروع مطار المزة إلى تخفيف الضغط عن مطار دمشق الدولي وخلق مركز استثماري وتجاري يضم “مجتمع طيران” يشمل فنادق، ومرافق أعمال، ومعاهد تدريب، ومجمعات سكنية وتجارية، مستوحى من نماذج إقليمية مثل مطار دبي التنفيذي.

الخطة تشمل أيضًا تحديث الأسطول الوطني، وتأهيل المطارات الخمسة الحالية، وتعزيز الربط الجوي عبر اتفاقيات ثنائية وشراكات دولية، مع التركيز على التحول الرقمي وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي.

لماذا هذا مهم؟

مشروع تحويل مطار المزة، الذي كان رمزًا للقمع العسكري خلال حكم نظام بشار الأسد، يحمل دلالات اقتصادية وسياسية.

اقتصاديًا، يهدف إلى جذب استثمارات عربية ودولية، خاصة من السعودية التي وقّعت 47 اتفاقية استثمارية بقيمة 6.4 مليار دولار، لدعم إعادة إعمار سوريا وتعزيز الاقتصاد المحلي.

سياسيًا، يعكس التحول محاولة لمحو الذاكرة السلبية المرتبطة بالمطار، الذي استخدم لقصف فصائل المعارضة، وتحويله إلى رمز للتنمية.

لكن الخطة تواجه تحديات، حيث أشار خبراء اقتصاديون إلى هشاشة الوضع المالي السوري، مع عجز مزمن في الموازنة وقيود على التمويل الخارجي، مما قد يعيق التنفيذ.

كما أن تركيز الاستثمارات على مشاريع كبرى مثل المزة قد يثير انتقادات بسبب إهمال الاحتياجات اليومية للمواطنين، كالكهرباء والمياه والصحة.

ماذا بعد؟

الخطة تعتمد على التمويل الخليجي، خاصة السعودي، لتسريع التنفيذ، مع توقعات بأن يبدأ العمل في مطار المزة ضمن دراسات مستقبلية تخدم منطقة دمشق الكبرى.

لكن نجاح المشروع يتطلب إصلاحات مؤسسية وتشريعية لضمان الاستدامة، بالإضافة إلى معالجة التحديات اللوجستية مثل تحديث الرادارات وأنظمة الملاحة.

استئناف الرحلات إلى أوروبا قد يستغرق أشهرًا بسبب الترتيبات الفنية، بينما عودة سوريا لعضوية منظمة الطيران الدولي قد تعزز الثقة بالمطارات السورية.

ومع ذلك، الانقسامات السياسية والاقتصادية داخل سوريا، إلى جانب حساسية تاريخ مطار المزة، قد تثير جدلًا اجتماعيًا حول الأولويات، مما يتطلب مقاربة متوازنة تراعي الذاكرة الشعبية والاحتياجات التنموية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *