ماذا حدث؟
في مشهد يعكس تفاقم الضغوط على البنية التحتية، ضربت أزمة انقطاع التيار الكهربائي والمياه عددًا من مناطق محافظة الجيزة، أمس السبت، وسط موجة حارة غير مسبوقة فاقمت من معاناة الأهالي.
درجات حرارة قياسية تضعف الشبكة
المناطق المتضررة شملت العمرانية، وفيصل، والمنيب، ومنيل شيحة، والبدرشين، والمرازيق، حيث تعطلت الحياة اليومية لآلاف السكان بسبب الانقطاعات المتكررة والمتفاوتة للتيار الكهربائي.
ومع درجات حرارة لامست مستويات قياسية، وجد المواطنون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع حرارة خانقة دون مراوح أو أجهزة تبريد.
مصدر بالكهرباء: أخطاء الصيانة وراء الكارثة
مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء والطاقة كشف أن هذه الانقطاعات ليست عشوائية، بل نتيجة ارتفاع غير مسبوق في معدلات الاستهلاك التي تخطت حاجز 38 ألف ميغاوات لأول مرة تقريبًا في تاريخ البلاد.
وأضاف أن موجة الأعطال الحالية جاءت نتيجة “نقاط ساخنة” داخل الشبكة الكهربائية، وهي نقاط ضعف كان ينبغي التعامل معها مسبقًا خلال فصل الشتاء، لكن تأخر الصيانة فاقم الأزمة مع أول موجة حر حقيقية.
المصدر ذاته حذر من أن الصيف الحالي قد يكون الأصعب على الإطلاق، مشيرًا إلى أن تأخر الاستعدادات وضع المنظومة الكهربائية تحت ضغط هائل مع دخول أشهر الذروة.
وزير الكهرباء يتحرك.. اجتماعات طارئة وخطط عاجلة
التحركات الرسمية لم تتأخر، إذ عقد محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، اجتماعات عاجلة مع رؤساء شركات الإنتاج والنقل والتوزيع، وأصدر توجيهات مشددة بمراجعة نظم التأمين وضمان استقرار التيار في عموم الجمهورية.
لماذا هذا مهم؟
أزمة الكهرباء لم تكن وحدها في المشهد. إذ تسببت الانقطاعات أيضًا في توقف جزئي لمحطة مياه الجيزة بجزيرة الدهب، ما أدى إلى ضعف أو انقطاع المياه عن مناطق متفرقة.
وأكد مصدر بشركة مياه الشرب والصرف الصحي أن الأزمة نتجت عن غياب الكهرباء، رغم أن القوانين تلزم المحطات بتوفير مصادر طاقة بديلة تعمل في حالات الطوارئ.
ماذا بعد؟
في ظل هذا الوضع، اشتكى سكان المناطق المتضررة من تعاظم المعاناة، حيث تزامن انقطاع الكهرباء مع توقف المياه، ما خلق حالة من التوتر والغضب الشعبي، خاصة في ظل موجة الحر الخانقة.
مصدر بوزارة الكهرباء توقّع استمرار الأزمة خلال الساعات المقبلة، مشيرًا إلى أن حجم الأعطال يتطلب وقتًا أطول للسيطرة عليه، ما يعني أن المواطنين قد يواجهون المزيد من ساعات الانقطاع في الأيام القادمة.
