ماذا حدث؟
مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، تحركت قوافل مساعدات إنسانية ضخمة من ثلاث دول عربية – الإمارات ومصر والأردن – باتجاه القطاع المحاصر، في وقت أعلنت فيه إسرائيل تعليقًا مؤقتًا لعملياتها العسكرية في بعض المناطق.
الإمارات في الصدارة.. مشروع إنقاذ ضخم للمياه
تقدمت دولة الإمارات المشهد الإغاثي من خلال خطوة استراتيجية غير مسبوقة، بإرسال 25 شاحنة محملة بأنابيب ضخ المياه الصالحة للشرب، عبر معبر رفح الحدودي.
وتأتي هذه الخطوة ضمن مشروع إماراتي طموح لإنشاء خط مياه جديد يخدم نحو 600 ألف فلسطيني في جنوب غزة.
ويمتد المشروع الحيوي على طول 7 كيلومترات، بدءًا من محطة التحلية في رفح المصرية، مرورًا بمناطق النزوح الواقعة بين خان يونس ورفح، في محاولة لتأمين احتياجات السكان الأساسية في ظل التدهور الحاد في البنية التحتية وتفاقم العطش والأمراض.
هذا التحرك الإماراتي ليس مجرد إرسال مساعدات، بل يمثل تدخلًا إنسانيًا ممنهجًا يُعيد الأمل لأهالي القطاع بمصدر مياه نظيفة ومستدام، وهو ما لم تحققه أي جهة إغاثية أخرى حتى الآن.
مصر تتحرك.. شاحنات الغذاء تعبر الحدود
في الوقت ذاته، تحركت شاحنات مساعدات مصرية من أمام معبر رفح، محمّلة بكميات كبيرة من المواد الغذائية والطحين.
وأفادت وسائل إعلام مصرية بأن الشاحنات بدأت التوجه من الجانب المصري نحو معبر كرم أبو سالم، تمهيدًا لدخولها إلى غزة.
التحرك المصري يأتي في إطار استجابة عاجلة لتفاقم الوضع الإنساني في القطاع، خاصة في ظل تدهور الأمن الغذائي وغياب أبسط مقومات الحياة.
قافلة أردنية
بدوره، أعلن الأردن انطلاق قافلة مساعدات إنسانية كبيرة، محملة بالمواد الغذائية، في اتجاه قطاع غزة.
وتم تجهيز القافلة بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية وبرنامج الغذاء العالمي والمطبخ المركزي العالمي، وذلك في محاولة لتقديم الدعم للأهالي وسط الظروف القاسية التي يعيشها القطاع.
لماذا هذا مهم؟
التحركات العربية تزامنت مع إعلان الجيش الإسرائيلي تعليقًا تكتيكيًا يوميًا لعملياته العسكرية في مناطق محددة من القطاع، أبرزها المواصي ودير البلح ومدينة غزة، من الساعة السادسة صباحًا حتى الحادية عشرة مساءً، بهدف إتاحة المجال أمام قوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية للدخول وتوزيع المساعدات.
القرار الإسرائيلي جاء استجابة للضغوط الدولية المتزايدة وسط تقارير أممية عن كارثة جوع غير مسبوقة تعصف بغزة، حيث يعيش السكان في أوضاع متدهورة منذ أكثر من 21 شهرًا من الحرب المستمرة.
ماذا بعد؟
وفي ظل هذا المشهد، تتصدر الإمارات الجهود الإنسانية بمبادرات عملية وحلول مستدامة، تتجاوز مرحلة الإغاثة الطارئة، لتلامس جوهر الاحتياجات الأساسية، في وقت تتسابق فيه الدول والمنظمات لمد يد العون إلى سكان غزة، المحاصرين بين الألم والجوع.