ماذا حدث؟
في واقعة صادمة تُعد الأكبر من نوعها منذ سنوات، شهدت ولاية الجلفة الجزائرية حالة طوارئ صحية، بعد تسجيل عشرات حالات التسمم الجماعي في بلدية “البيرين”، إثر تناول حلوى مشبوهة من أحد المقاهي المحلية.
مساء الخميس، تحوّل مستشفى “البيرين” إلى مركز استنفار طبي عاجل، بعد توافد أعداد كبيرة من المصابين الذين ظهرت عليهم أعراض تسمم حاد، تمثلت في ارتفاع الحرارة، الإسهال، وآلام شديدة في البطن.
وفي البداية، تم تسجيل 131 حالة إصابة، قبل أن يرتفع العدد صباح الجمعة إلى 178 مصابًا، بعد إضافة 47 حالة جديدة، ما أشعل ناقوس الخطر ودفع السلطات إلى فتح تحقيق رسمي موسع.
المتهم الأول.. “الملفاي”
التحقيقات الأولية كشفت أن جميع المصابين تناولوا حلوى “الملفاي”، التي تم شراؤها من أحد المقاهي في المدينة.
ووفق ما أوردته صحيفة “النهار” الجزائرية، فإن الحلوى المشتبه بها يتم جلبها يوميًا من بلدية عين بوسيف، التي تبعد حوالي 30 كيلومترًا عن البيرين، بواسطة موزّع يتعامل مع المقاهي المحلية.
تدخّل عاجل.. ومتابعة طبية
فور رصد الحالات، تدخل أطباء مختصون في الأوبئة والوقاية، وجرى تقديم الإسعافات الضرورية لجميع المصابين.
وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، تماثل معظمهم للشفاء وغادروا المستشفى، باستثناء حالتين لا تزالان تحت المراقبة الطبية الدقيقة، وسط تطمينات بعدم وجود خطر على حياتهما.
لماذا هذا مهم؟
الواقعة أثارت جدلاً واسعًا في الشارع الجزائري، خصوصًا مع حجم الإصابات غير المسبوق، وفتحت باب التساؤلات حول مدى فاعلية الرقابة على السلع الغذائية وسلامة سلاسل التوريد، وسط مخاوف من تكرار الكارثة في مناطق أخرى.
السلطات تؤكد أنها لن تتهاون مع أي تقصير، فيما ينتظر الجزائريون نتائج التحقيق لمعرفة ما إذا كانت الحلوى هي الفاعل الوحيد أم أن القصة أكبر مما يبدو.
ماذا بعد؟
الحادثة دفعت السلطات الصحية والأمنية إلى إطلاق تحقيق معمّق لتحديد مصدر التلوث بدقة، والكشف عن المسؤوليات، مع التأكيد على ضرورة تشديد الرقابة على جودة المنتجات الغذائية المتداولة في المحلات والمقاهي، خاصة تلك التي تُنقل من خارج الولاية.