ماذا حدث؟
في 24 يوليو 2025، يعقد الاتحاد الأوروبي والصين قمتهما الـ25 في بكين، للاحتفال بالذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بينهما.
رغم ذلك، فإن الأجواء متوترة بين الجانبين بسبب خلافات حول التجارة، وحقوق الإنسان، والمواقف الجيوسياسية، خاصة تجاه روسيا وأوكرانيا.
تم نقل القمة من بروكسل إلى بكين بعد رفض الرئيس الصيني شي جين بينغ دعوة الحضور إلى أوروبا، وتم تقليصها من يومين إلى يوم واحد بسبب “تضارب في الجدولة”، مما يعكس توترات عميقة.
يحضر القمة رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بينما من المرجح أن يترأس رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ الوفد الصيني، مع احتمال لقاء ثنائي مع شي.
تأتي القمة وسط ضغوط تجارية من الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب، الذي فرض تعريفات جمركية مرتفعة على كل من الاتحاد الأوروبي والصين، مما دفع بكين إلى السعي لتقوية العلاقات مع أوروبا، بينما يحاول الاتحاد الأوروبي تحقيق توازن بين مصالحه الاقتصادية وعلاقاته عبر الأطلسي.
لماذا هذا مهم؟
العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين تشهد توترات متصاعدة بسبب عجز تجاري كبير لصالح الصين (300 مليار يورو في 2024)، وقيود صينية على تصدير المعادن النادرة الحيوية للصناعات الأوروبية، ودعم بكين لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.
الاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر الصين “منافسًا نظاميًا” و”منافسًا اقتصاديًا” و”شريكًا تفاوضيًا” منذ 2019، يسعى لتحقيق توازن تجاري أكثر عدالة، بما في ذلك وصول متبادل للأسواق وتخفيف القيود على المعادن النادرة.
الصين، من جانبها، تهدف إلى الحفاظ على أوروبا كسوق رئيسية لمنتجاتها، خاصة السيارات الكهربائية، وتسعى لإحياء اتفاقية الاستثمار الشاملة (CAI) المتوقفة، وتخفيف التعريفات الأوروبية على منتجاتها.
بكين ترى فرصة في استغلال الخلافات عبر الأطلسي، خاصة مع سياسات ترامب التجارية، لتعزيز فكرة “الاستقلالية الاستراتيجية” لأوروبا، لكن الاتحاد الأوروبي حذر من الوقوع في فخ التنافس بين القوتين العظميين.
التوترات التجارية، مثل التعريفات الأوروبية على السيارات الكهربائية الصينية (تصل إلى 45%)، والرد الصيني بقيود على المنتجات الأوروبية مثل الكونياك والمعدات الطبية، تجعل التوصل إلى اختراقات كبيرة غير مرجح.
كما أن دعم الصين لروسيا، بما في ذلك تصريح وزير خارجيتها وانغ يي بأن بكين لا تريد هزيمة روسيا في أوكرانيا، يزيد من تعقيد العلاقات، حيث يصر الاتحاد الأوروبي على مسؤولية الصين كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي لدعم سيادة أوكرانيا.
ماذا بعد؟
من غير المتوقع أن تحقق القمة اتفاقيات كبرى بسبب الخلافات العميقة، فالاتحاد الأوروبي سيضغط من أجل ضمانات بشأن إمدادات المعادن النادرة، وتحسين الوصول إلى السوق الصينية، وتقليل دعم بكين لروسيا.
أما الصين، من ناحيتها، ستركز على تخفيف التعريفات الأوروبية على منتجاتها والدفع نحو اتفاقيات استثمارية، مع محاولة استغلال الانقسامات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن الخلافات الداخلية بين دول الاتحاد الأوروبي- مثل موقف ليتوانيا والتشيك الناقد لبكين مقابل نهج المجر وإسبانيا واليونان الأكثر تسامحًا- تعيق توحيد الموقف الأوروبي.
سياسات ترامب التجارية تضع ضغوطًا إضافية، حيث يواجه الاتحاد الأوروبي مهلة حتى الأول من أغسطس 2025 للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة لتجنب تعريفات تصل إلى 30%.
هذا يجعل من الصعب على الاتحاد الأوروبي الظهور كجبهة موحدة مع الولايات المتحدة ضد الصين، مما قد يعزز موقف بكين التفاوضي.
ومع ذلك، فإن مصلحة الطرفين في منع تدهور العلاقات الاقتصادية، خاصة في مجالات مثل تغير المناخ والتكنولوجيا الخضراء، قد تؤدي إلى تقدم متواضع في التعاون.