دارفور تستغيث.. الكارثة تتفشى في صمت.. ماذا يجري؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في عمق السودان المنهك بالحرب، يتفشّى وباء صامت يحصد الأرواح في ظل نظام صحي يوشك على الانهيار، بينما تزداد المؤشرات على اقتراب كارثة صحية واسعة النطاق.

ففي تطور خطير يعكس تدهور الأوضاع الطبية في البلاد، أعلنت شبكة أطباء السودان تسجيل 1331 إصابة مؤكدة بوباء الكوليرا خلال أسبوع واحد فقط، وذلك في محلية طويلة بولاية شمال دارفور، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من خروج الوضع عن السيطرة.

تحذير من تفاقم الأزمة الصحية في دارفور

التحذير الصادر عن الشبكة لم يكن اعتياديًا، بل جاء بصيغة إنذار عاجل، حيث دعت فيه وزارة الصحة الاتحادية ومنظمة الصحة العالمية إلى التدخل الفوري عبر توفير الإمدادات الطبية اللازمة، ودعم فرق الاستجابة الميدانية، وفتح مسارات إنسانية عاجلة للوصول إلى المناطق المتضررة.

تحرك أممي وتمويل هو طارئ

وفي سياق متصل، تحركت الأمم المتحدة لدعم جهود التصدي لهذا التفشي، حيث أعلن توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، تخصيص مبلغ 5 ملايين دولار لتعزيز عمليات الاستجابة للكوليرا في السودان.

لماذا هذا مهم؟

وأوضح فليتشر، في بيان رسمي، أن هذا التمويل سيسهم في دعم الأنشطة الحيوية التي تضطلع بها فرق الأمم المتحدة، لا سيما في مجالات الصحة العامة، وإمدادات المياه، والصرف الصحي، والنظافة، في محاولة لوقف تمدد الوباء قبل أن يحصد المزيد من الأرواح.

لكن فليتشر شدد على أن المبلغ المرصود لا يكفي وحده، محذرًا من أن شركاء العمل الإنساني بحاجة إلى 50 مليون دولار على الأقل لمواصلة جهود الاستجابة حتى نهاية عام 2025، في ظل التحديات المتزايدة.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن تفشي المرض مرتبط بجملة من العوامل المعقدة، أبرزها النزاع المسلح الدائر، وحالات النزوح الجماعي، فضلًا عن الانهيار شبه الكامل لأنظمة الصحة والمياه في البلاد.

يُذكر أن السودان كان قد أعلن رسميًا عن تفشي وباء الكوليرا في 12 أغسطس 2024، ومنذ ذلك الحين تم تسجيل أكثر من 65,200 إصابة، إلى جانب أكثر من 1,700 حالة وفاة، توزعت على 12 ولاية من أصل 18، ما يعكس حجم الكارثة التي تضرب البلاد في صمت.

ماذا بعد؟

في ظل الأرقام المفزعة والتحذيرات المتكررة، تبقى الأسئلة معلّقة حول قدرة المؤسسات الصحية والجهات الدولية على احتواء الكارثة قبل أن تتسع رقعتها أكثر.

فمع استمرار النزاع المسلح وغياب الاستقرار، تصبح فرص السيطرة على تفشي الكوليرا محدودة ما لم يُتخذ تحرك عاجل وفعّال.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *