المجاعة تضرب قطاع غزة.. أرقام صادمة وقصص مأسوية

المجاعة تضرب قطاع غزة.. أرقام صادمة وقصص مأسوية

ماذا حدث؟

تشهد غزة أزمة إنسانية كارثية مع تفاقم الجوع وسوء التغذية إلى مستويات غير مسبوقة، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية.

أفاد برنامج الأغذية العالمي في يوليو 2025 أن ثلث سكان القطاع، البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون نسمة، يعانون من فترات طويلة دون طعام، مع آلاف على شفا الجوع الكارثي.

سجل الدفاع المدني في غزة وفاة ثلاثة أطفال رضع خلال أسبوع واحد بسبب الجوع الحاد ونقص الحليب والرعاية الصحية.

يعاني السكان من انخفاض حاد في مخزون المواد الغذائية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع المتوفرة بنسبة تصل إلى 3000 مرة مقارنة بما قبل الحرب في أكتوبر 2023، مثل الدقيق.

فرضت إسرائيل حصارًا مشددًا منذ مارس 2025، بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع، مما قلل من دخول المساعدات إلى أدنى مستوياتها منذ بداية النزاع.

قال كارل سكاو، مدير برنامج الأغذية العالمي، إن المطابخ الإغاثية تقدم “ماء ساخن مع قليل من المعكرونة” فقط، بينما تؤكد منظمة أطباء بلا حدود أن وحدات العناية المركزة للمواليد مكتظة، مع ولادات مبكرة ناتجة عن سوء تغذية الأمهات وتدهور أوضاع المياه والصرف الصحي.

لماذا هذا مهم؟

تُعد هذه الأزمة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في غزة منذ بداية النزاع، حيث تهدد حياة ملايين الأشخاص، خاصة الأطفال والنساء الحوامل.

يعاني أكثر من مليوني شخص في القطاع من انعدام الأمن الغذائي الحاد، و80% من المستشفيات خارج الخدمة، مما يفاقم الأزمة الصحية.

ارتفاع الأسعار بشكل فلكي جعل الطعام بعيد المنال، حيث يضطر السكان لتخصيص معظم مواردهم لشراء القليل المتوفر، مما يؤدي إلى تفاقم الفقر وانعدام الأمل.

تُظهر القصص الإنسانية مدى اليأس الذي يعيشه السكان، فالأطفال يعبرون عن خوفهم من الموت جوعًا، بينما تؤكد منظمة أطباء بلا حدود أن نقص البروتين يمنع تعافي المرضى من الجروح ويزيد من استمرار العدوى.

الحصار الإسرائيلي، الذي قلل من دخول المساعدات إلى عدد قليل من الشاحنات منذ مايو 2025، يفاقم الوضع، مما يجعل الاعتماد على المساعدات الإنسانية غير كافٍ.

ماذا بعد؟

مواجهة هذه الكارثة تتطلب تدخلات عاجلة ومنسقة:

أولاً، يجب رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود لتلبية احتياجات الغذاء والدواء.

ثانيًا، هناك حاجة إلى تمويل دولي فوري لدعم برامج الأغذية العالمي ومنظمات مثل أطباء بلا حدود، مع التركيز على توفير حليب الأطفال والمكملات الغذائية للنساء الحوامل.

ثالثًا، يجب تحسين البنية التحتية للمياه والصرف الصحي لتقليل الولادات المبكرة والأمراض المرتبطة بسوء التغذية.

على المدى الطويل، يتطلب الأمر إعادة بناء القطاع الزراعي المحلي ودعم الأسواق لتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية.

وتحذر الأمم المتحدة من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى مجاعة شاملة بحلول نهاية 2025، مما يهدد بنزوح جماعي وتدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.

دعوات دولية، تحث على تعاون عالمي لإنقاذ أطفال غزة، لكن نجاح هذه الجهود يعتمد على الضغط السياسي لإنهاء الحصار واستعادة تدفق المساعدات، فدون تغيير جذري في السياسات الحالية، ستواجه غزة كارثة إنسانية لا مثيل لها، مع تداعيات طويلة الأمد على السكان واستقرار المنطقة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *