اذا حدث؟
في يوليو 2025، أعلن حزب “شاس”، أحد الأحزاب اليهودية الأرثوذكسية المتطرفة، انسحابه من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب فشلها في تمرير قانون يعفي طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية.
سبق ذلك انسحاب ستة نواب من حزب “يهدوت هتوراة” المتشدد لنفس السبب، مما جعل حكومة نتنياهو تفقد أغلبيتها في الكنيست.
هذا الوضع زاد الضغط السياسي على نتنياهو، حيث دعا زعيم المعارضة يائير لبيد إلى انتخابات مبكرة، معتبرًا أن الحكومة “فقدت شرعيتها”.
وبحسب تقرير نشره “The Conversation”، كان نتنياهو يفكر في إجراء انتخابات مبكرة قبل هذه التطورات لتعزيز سلطته، رغم انخفاض شعبيته بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 واستمرار حرب غزة.
لكنه يواجه تحديات قانونية، بما في ذلك اتهامات بالفساد، وانقسامات داخل ائتلافه بسبب معارضة شركائه المتطرفين لوقف إطلاق النار في غزة.
لماذا هذا مهم؟
يواجه نتنياهو أزمة سياسية حادة مع فقدان الأغلبية البرلمانية، مما يجعل استمرار حكومته صعبًا ويزيد احتمال الانتخابات المبكرة قبل موعدها المقرر في أكتوبر 2026.
يعتمد نتنياهو على رواية “النصر” لاستعادة الدعم الشعبي، مركزًا على ثلاثة محاور: إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة، وهزيمة حماس، وتحقيق الأمن الإقليمي.
يستغل نتنياهو النجاح العسكري المزعوم في الحرب القصيرة ضد إيران (يونيو 2025)، التي أضرت ببرنامجها النووي، لتعزيز صورته كقائد قوي.
ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى أن 59% من الإسرائيليين يريدون إنهاء الحرب في غزة مقابل إعادة الرهائن، و49% يعتقدون أن نتنياهو يطيل الحرب لأغراض سياسية.
هذه الانقسامات، إلى جانب الاتهامات بالفساد وفشل أمني في 7 أكتوبر، تجعل نجاحه في الانتخابات غير مضمون.
الضغوط الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة، خاصة من إدارة ترامب، تضيف تعقيدًا، حيث يسعى نتنياهو للتوفيق بين مطالب حلفائه المتطرفين وتوقعات الناخبين.
ماذا بعد؟
قرار نتنياهو بدعوة لانتخابات مبكرة محفوف بالمخاطر، فإذا نجح في إقناع الناخبين بـ”رواية النصر”، خاصة من خلال صفقة لإطلاق سراح الرهائن أو إعلان هزيمة حماس، قد يعزز حظوظه في البقاء في السلطة، ربما بتشكيل ائتلاف جديد يضم أصواتًا معتدلة.
ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الليكود لن يحصل على أغلبية بمفرده، وقد يواجه صعوبة في بناء ائتلاف بسبب تراجع دعم الأحزاب اليمينية الأخرى.
إذا فشل في إقناع الجمهور، قد يخسر الانتخابات لصالح المعارضة، التي قد تتبنى نهجًا مختلفًا تجاه غزة والفلسطينيين.
خطته المقترحة لتقسيم غزة وضم أجزاء منها مع إنشاء “دولة فلسطينية” محدودة تحت سيطرة إسرائيلية قد تؤدي إلى تصعيد جديد للعنف، حيث يرفض الفلسطينيون هذا الحل.
استمرار الضربات في سوريا ولبنان قد يعزز صورته كضامن للأمن، لكنه يعرض إسرائيل لعزلة دولية متزايدة بسبب اتهامات بارتكاب جرائم حرب.