ماذا حدث؟
اندلعت موجة تنديد دولي واسعة عقب قصف كنيسة العائلة المقدسة – الكاثوليكية الوحيدة في قطاع غزة – من قبل القوات الإسرائيلية، في حادثٍ خلّف ثلاثة قتلى وعشرة جرحى، وأثار غضبًا عارمًا من مؤسسات دينية كبرى وزعماء دوليين، في مقدمتهم البابا ليو، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الأمم المتحدة.. قصف لا يُغتفر
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم، واصفًا استهداف الكنيسة بأنه “غير مقبول”، مؤكدًا أن أماكن العبادة يجب أن تُحمى لا أن تُقصف.
وطالب باحترام المدنيين، ووقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، مع ضمان دخول المساعدات إلى غزة دون عوائق.
فرنسا.. هجوم على كنيسة تحت حماية تاريخية
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تضامن بلاده الكامل مع بطريرك القدس اللاتين، معتبرًا استهداف كنيسة تحت حماية تاريخية من فرنسا “جريمة غير مبررة”.
وأكد دعم فرنسا للمسيحيين الفلسطينيين، خاصة في غزة، ورفض استمرار الحرب وعرقلة دخول المساعدات.
ووصف وزير الخارجية الفرنسي القصف بأنه “غير مقبول”، مشددًا على أن الكنيسة تحظى برعاية فرنسية، واستهدافها تجاوز خطير.
إيطاليا تُحمّل إسرائيل المسؤولية
وفي موقف لافت، حمّلت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني إسرائيل المسؤولية المباشرة عن القصف، معتبرة أن الهجمات على المدنيين “غير مقبولة بأي حال”.
وأكدت أن “أي عمل عسكري لا يمكن أن يبرر استهداف الأبرياء أو دور العبادة”.
مصر.. انتهاك صارخ للقانون الدولي
أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا حاد اللهجة، وصفت فيه قصف الكنيسة بأنه “جريمة جديدة” تضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة.
وأكدت القاهرة أن استهداف المساجد والكنائس يمثل “خرقًا سافرًا للقانون الدولي الإنساني”، داعية المجتمع الدولي إلى “وقف هذه الانتهاكات وإجبار إسرائيل على احترام مسؤولياتها كقوة احتلال”.
الأردن.. خرق فاضح لاتفاقيات جنيف
دانت الأردن القصف بأشد العبارات، واعتبرته “خرقًا واضحًا لاتفاقية جنيف لحماية المدنيين”.وأكد المتحدث باسم الخارجية أن الهجوم امتداد لسياسات إسرائيل المتطرفة، مطالبًا بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان وضمان دخول المساعدات.
البطريركية اللاتينية.. لا مبرر لما حدث
أدانت البطريركية اللاتينية في القدس قصف كنيسة العائلة المقدسة، مؤكدة مقتل امرأتين ورجل وإصابة آخرين، بينهم الكاهن الأب جبرائيل رومانيللي.وأوضحت أن الكنيسة كانت تأوي نازحين فلسطينيين، ووصفت ما جرى بأنه “اعتداء صارخ على ملاذ ديني وإنساني”.
الفاتيكان.. البابا حزين ويطالب بالحوار
في برقية رسمية موقعة من وزير خارجية الفاتيكان، عبّر البابا ليو عن “بالغ الحزن” تجاه ما حدث، مطالبًا بـ”وقف فوري لإطلاق النار”، ومؤكدًا أمله في الحوار والمصالحة ووقف النزيف الدموي، دون الإشارة مباشرة إلى إسرائيل.
ترامب يضغط على نتنياهو.. أوقفوا هذا العبث
في رد فعل غير مسبوق، عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن “غضب شديد” عقب قصف الكنيسة، وطلب الاتصال فورًا بنتنياهو، مؤكدًا خلال المكالمة ضرورة إصدار بيان يعترف بالحادث ويجيب عن التساؤلات الدولية.
وقالت متحدثة البيت الأبيض إن نتنياهو أبلغ ترامب بأن “القصف كان خطأ غير مقصود”، فيما أشارت الخارجية الأميركية إلى أن غضب ترامب تجاوز ما أوردته وسائل الإعلام.
ماذا بعد؟
قال الجيش الإسرائيلي إن قذيفة أصابت الكنيسة “عن طريق الخطأ” خلال عملية عسكرية قربها، مؤكدًا أن التحقيق مستمر وأن الاستهداف لم يكن متعمدًا.
من جانبه، أعرب نتنياهو عن “أسف شديد”، مؤكدًا أن “كل روح بريئة تُزهق هي مأساة”، وتشدد إسرائيل على التزامها بحماية المدنيين والأماكن المقدسة.