ماذا حدث؟
في تطور جديد يعكس تصاعد التوترات الاقتصادية في اليمن، أعلنت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، الخميس، رفضها القاطع لإصدار جماعة الحوثيين عملة نقدية جديدة، معتبرة الخطوة غير قانونية وتهدد الاستقرار النقدي الهش في البلاد.
موقف دولي حازم
وجاء في بيان مشترك صادر عن سفارات الدول الثلاث لدى اليمن: “ندين بشدة إصدار الحوثيين غير القانوني للأوراق النقدية والعملات المعدنية الجديدة”.
كما شدد البيان على ضرورة امتثال فرع البنك المركزي في صنعاء لتوجيهات البنك المركزي اليمني المعترف به دوليًا ومقره عدن، مؤكدًا أن تنفيذ تلك التوجيهات يجب أن يتم دون تأخير.
الحوثيون يطرحون عملة معدنية جديدة
وكان فرع البنك المركزي في صنعاء، الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي، قد بدأ يوم الأحد الماضي بطرح عملة معدنية جديدة من فئة 100 ريال، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا على الصعيدين المحلي والدولي.
وأوضحت إدارة البنك في بيان رسمي أن إصدار العملة الجديدة يهدف إلى استبدال الأوراق النقدية التالفة وتحسين جودة النقد المتداول، مشيرة إلى أن هذه الخطوة لا تمثل زيادة في الكتلة النقدية ولا تؤثر على أسعار الصرف.
إجراءات تنفيذية محلية
وأكد البنك المركزي في صنعاء أن العملة المعدنية الجديدة تأتي تنفيذًا لخطط معلنة سابقًا، وتندرج ضمن ما وصفه بـ”إجراء مدروس ومسؤول”، يسعى من خلاله إلى تعزيز ثقة المواطنين في العملة الوطنية.
كما أشار إلى تخصيص مراكز في المقر الرئيسي وفروع المحافظات لاستبدال الأوراق النقدية التالفة بالعملة الجديدة، مؤكدًا أن عمليات الاستبدال ستتم خلال أوقات الدوام الرسمي لجميع المواطنين والجهات ذات العلاقة.
لماذا هذا مهم؟
وتسلّط هذه الأزمة النقدية الضوء مجددًا على الانقسام المالي الحاد بين السلطات في صنعاء وعدن، وسط تحذيرات من تداعيات اقتصادية خطيرة على الواقع المعيشي في اليمن، الذي يرزح أصلًا تحت وطأة حرب مدمرة منذ سنوات.
ماذا بعد؟
وتشكل هذه الخطوة الحوثية تحديًا مباشرًا للسلطات النقدية المعترف بها دوليًا، ما قد يؤدي إلى مزيد من التعقيد في جهود توحيد السياسة المالية وتهديد استقرار السوق المحلي، في بلد يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.