ماذا حدث؟
في يوليو 2025، شهدت بلدة طوري باتشيكو في إقليم مورسيا الإسباني اعتداءً على رجل إسباني مسن (68 عامًا) من قبل ثلاثة شبان، يُشتبه أن بعضهم من أصول مغربية.
الحادث، الذي تم تصويره ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي، أثار موجة غضب واسعة، تحولت إلى هجمات عنصرية ضد الجالية المغربية.
مجموعات يمينية متطرفة، مدعومة بحزب “فوكس”، استغلت الحادث للتحريض عبر منصات مثل تيليغرام، حيث دعت مجموعة “اطردوهم الآن” إلى مهاجمة المهاجرين.
هذا أدى إلى أعمال عنف استمرت ثلاث ليال، شملت تخريب متاجر مغربية واشتباكات أسفرت عن إصابات.
الشرطة ألقت القبض على 14 شخصًا، بينهم المشتبه به الرئيسي في الاعتداء وأفراد من السكان المحليين بتهم التحريض والعنف.
النيابة العامة تحقق في “جرائم الكراهية”، مع تركيز على منشورات حزب “فوكس” المحلي.
لماذا هذا مهم؟
تصاعد العنف يكشف عن توترات عميقة في العلاقة بين المهاجرين المغاربة والسكان المحليين، مدفوعة بخطاب اليمين المتطرف الذي يربط الهجرة بالجريمة.
الجالية المغربية، التي تشكل ثلث سكان طوري باتشيكو، تُعد جزءًا من النسيج الاجتماعي منذ عقود، لكنها تواجه تمييزًا متزايدًا وسط أزمات اقتصادية مثل البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة.
حزب “فوكس” وغيره من التيارات اليمينية يستغلون مثل هذه الحوادث لتعميم الاتهامات، مما يغذي “العنف العرقي” ويهدد التماسك الاجتماعي.
الحادث يعيد إلى الأذهان أحداث إل إيخيدو عام 2000، حيث أدى مقتل إسبانية إلى هجمات عنيفة ضد المغاربة.
غياب رد فعل رسمي قوي من المغرب وتردد بعض السياسيين الإسبان في إدانة العنصرية يزيد من التوتر، بينما تحذر منظمات حقوقية من “تطبيع العنف العنصري”.
ماذا بعد؟
السلطات الإسبانية عززت الوجود الأمني بأكثر من 120 ضابطًا، وفتحت تحقيقات في جرائم الكراهية، لكن استمرار خطاب التحريض قد يؤدي إلى مزيد من الاشتباكات.
قادة الجالية المغربية دعوا الشباب للبقاء في منازلهم لتجنب العنف، بينما طالبت منظمات حقوقية بحماية المهاجرين وملاحقة المتطرفين قضائيًا.
على المدى الطويل، يتطلب الأمر مواجهة العنصرية المؤسساتية عبر سياسات اندماج فعّالة وتشريعات صارمة ضد التحريض.
دون ذلك، قد تتكرر مثل هذه الأحداث في مناطق أخرى، مما يعرض التعايش والعلاقات المغربية-الإسبانية للخطر.