ماذا يحدث؟
جنوب العراق، خاصة محافظات ميسان وذي قار والبصرة، يعاني من أزمة مائية حادة تفاقمت بسبب تغير المناخ، وانخفاض تدفقات نهري دجلة والفرات، وقلة الأمطار.
هذه الأزمة أدت إلى نزاعات عشائرية دامية على حصص مياه الري، فوفقًا لبيانات أمنية، قُتل 7 أشخاص في ميسان هذا العام بسبب نزاعات مائية.
التجاوزات على الحصص المائية، مثل إنشاء سدود ترابية وبحيرات سمكية غير مرخصة، تزيد التوترات بين القرى، حيث تحجب القرى القريبة من الأنهار المياه عن القرى البعيدة.
هذه النزاعات، التي تتصاعد صيفًا، تؤدي إلى هجرة جماعية نحو المدن، مما يفاقم الاكتظاظ والبطالة.
إيران وتركيا، دولتا المنبع، تُسهمان في الأزمة عبر بناء سدود وتحويل مجاري الأنهار، مثل تحويل إيران لنهر الكارون، مما قلل تدفقات المياه إلى العراق بنسبة 40% خلال العقود الأربعة الماضية.
لماذا هذا مهم؟
النزاعات على المياه تهدد الأمن الاجتماعي والغذائي في العراق، حيث يستهلك القطاع الزراعي 75-80% من المياه، وانخفاض المناسيب يؤدي إلى خسارة الأراضي الزراعية ونفوق المواشي والأسماك.
الأهوار، المدرجة ضمن التراث العالمي لليونسكو، تواجه جفافًا كارثيًا، مما يهدد التنوع البيولوجي ويدفع آلاف العائلات، مثل 10 آلاف عائلة في ذي قار، للنزوح.
هذه الهجرة تزيد الضغط على المدن وتثير نزاعات جديدة بين سكان الأرياف والمدن على فرص العمل، والتدخلات الأمنية لإزالة التجاوزات غالبًا تواجه مقاومة، مما يعقد الحلول.
الاعتماد على إيران وتركيا، دون اتفاقيات ملزمة، يجعل العراق عرضة لضغوط سياسية، حيث فشلت المفاوضات حتى 2025 في تأمين حصص عادلة.
هذه الأزمة قد تتحول إلى “حرب مياه” إذا استمرت دون حلول جذرية، مع توقعات بجفاف شبه كلي لنهر الفرات بحلول 2040.
ماذا بعد؟
وزارة الموارد المائية العراقية تخطط لبناء 10 سدود لمواجهة الشح، لكن قلة الخزانات ومحدودية الموارد تعيق الجهود.
المفاوضات مع تركيا وإيران مستمرة، لكن دون نتائج ملموسة، مع تهديدات عراقية باللجوء إلى القضاء الدولي بسبب تحويل إيران لستة أنهار.
الحلول المحلية تشمل تقليص الزراعة كثيفة الري ومراقبة التجاوزات بدوريات أمنية، لكن هذه الإجراءات تواجه مقاومة.
التحديات تشمل نقص البنية التحتية وسوء إدارة الموارد، بينما الفرص تكمن في الاستثمار في السدود وتحسين أنظمة الري.
دون تحرك دولي وإقليمي، قد تتصاعد النزاعات إلى مستويات أخطر، مع استمرار الهجرة وتهديدات الجريمة المنظمة في المناطق المهجورة.