ماذا يحدث؟
تشهد الأسواق العالمية أزمة في إمدادات المعادن الأرضية النادرة (مثل النيوديميوم والبراسيوديميوم) بسبب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي تسيطر على 90% من سلسلة التوريد العالمية لهذه المعادن الحيوية للصناعات التقنية والعسكرية.
في يوليو 2025، أعلنت الولايات المتحدة استثماراً كبيراً في شركة MP Materials، التي تدير منجم Mountain Pass، المنجم الوحيد للمعادن النادرة في البلاد.
لكن مع استمرار التعريفات الجمركية وقيود الصين على تصدير سبعة معادن نادرة في أبريل 2025، برزت إعادة تدوير النفايات الإلكترونية (مثل الهواتف واللاب توب) كحل بديل.
النفايات الإلكترونية تحتوي على معادن ثمينة مثل الذهب والنحاس والليثيوم، إضافة إلى المعادن النادرة.
في 2022، أنتج العالم 62 مليون طن من النفايات الإلكترونية، لكن نسبة إعادة التدوير لا تتجاوز 15-20% في الولايات المتحدة، مما يكشف عن إمكانيات هائلة لاستعادة هذه المواد.
شركات مثل Glencore وCyclic Materials تستثمر في تقنيات متقدمة لاستخلاص المعادن من الأجهزة القديمة، بينما تبني شركات ألمانية مثل Aurubis مصانع تدوير في الولايات المتحدة بقيمة 800 مليون دولار.
لماذا هذا مهم؟
المعادن الأرضية النادرة ضرورية لتصنيع السيارات الكهربائية، والطائرات المقاتلة، والإلكترونيات المتقدمة.
سيطرة الصين على الإمدادات تشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي، خاصة مع تصاعد التوترات التجارية.
إعادة التدوير تقلل الاعتماد على التعدين، الذي يتسبب في تلوث بيئي بسبب استخدام مواد كيميائية واستخراج عناصر مشعة مثل الثوريوم.
دراسة صينية-هولندية في عام 2024 أشارت إلى أن إعادة التدوير يمكن أن تلبي 40% من الطلب على المعادن النادرة بحلول 2050 في الولايات المتحدة وأوروبا، كما أن إعادة التدوير تقلل التكاليف مقارنة بالتعدين وتدعم الاقتصاد الدائري.
استثمارات الشركات الأجنبية في الولايات المتحدة، مثل مصنع Aurubis في جورجيا، تعزز الاستقلالية في سلاسل التوريد، ومع ذلك، تحديات مثل نقص أنظمة جمع النفايات الإلكترونية وتعقيد استخلاص المعادن النادرة من الأجهزة (بسبب تركيزاتها المنخفضة) تعيق التقدم.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن تتوسع صناعة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية مع زيادة الطلب على المعادن النادرة، الذي قد يصل إلى 315,000 طن بحلول 2030.
التقنيات الجديدة، مثل الاستخلاص الحيوي باستخدام البكتيريا أو السوائل الأيونية، قد تجعل العملية أكثر كفاءة وبيئية.
السياسات الأمريكية، مثل التعريفات الجمركية والاستثمارات في التعدين المحلي، قد تشجع المزيد من الشركات الناشئة على دخول السوق، لكن التحذيرات من الخبراء تشير إلى مخاطر الاعتماد على الإعفاءات الضريبية.
على المدى الطويل، قد تدفع الأزمة إلى إنشاء سلاسل توريد محلية أكثر استدامة، مع تعاون دولي مع دول مثل أستراليا والكونغو.
التحديات تشمل تحسين جمع النفايات الإلكترونية وضمان جدوى اقتصادية للشركات الناشئة، بينما تكمن الفرص في تقليل الاعتماد على الصين وتعزيز الاقتصاد الأخضر.