معارك السويداء.. ماذا يحدث في الجنوب السوري؟

معارك السويداء.. ماذا يحدث في الجنوب السوري؟

ماذا حدث؟

اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة في محافظة السويداء جنوب سوريا بين عشائر بدو ومسلحين دروز في حي المقوس شرق المدينة، أسفرت عن مقتل 37 شخصاً، بينهم 27 درزياً (منهم طفلان) و10 من البدو، وإصابة حوالي 100 آخرين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

بدأت الاشتباكات على خلفية اعتداء مسلح على شاب درزي على طريق دمشق-السويداء، مما أدى إلى احتجازات متبادلة بين الطرفين، ثم تصاعدت التوترات بسبب غياب المؤسسات الأمنية، مما أدى إلى فوضى وأعمال خطف وسلب.

الحكومة السورية، ممثلة بوزارتي الداخلية والدفاع، أعلنت تدخلاً مباشراً لفض النزاع، مع نشر قوات أمنية على الحدود بين السويداء ودرعا لمنع امتداد الصراع.

محافظ السويداء، مصطفى البكور، دعا إلى ضبط النفس والحوار، بينما استنكرت الرئاسة الروحية للدروز الاشتباكات، واصفة إياها بـ”فتنة خفية”، ودعت الحكومة لفرض الأمن.

بحلول الإثنين، أفرج مسلحون عن محتجزين دروز، مع توقعات بإطلاق سراح محتجزي العشائر لتهدئة الوضع.

لماذا هذا مهم؟

الاشتباكات في السويداء، معقل الطائفة الدرزية، تعكس هشاشة الوضع الأمني في سوريا بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024.

غياب مؤسسات الدولة، كما أشار وزير الداخلية أنس خطاب، سمح بتصاعد النزاعات العشائرية، مما يهدد السلم الأهلي ويزيد معاناة المدنيين.

السويداء شهدت توترات سابقة في أبريل ومايو 2025 بين مقاتلين دروز والأجهزة الأمنية، مما يشير إلى توترات متراكمة.

الصراع الحالي، الذي شمل قصفاً متبادلاً وخسائر مادية وبشرية، يعكس تحديات الحكومة الانتقالية في فرض السيطرة، خاصة في مناطق ذات تنوع طائفي وعرقي.

تدخل الدولة، بدعم من قوى الأمن والجيش، يهدف إلى احتواء النزاع، لكن استمرار الفوضى قد يؤجج الفتنة، كما حذرت الرئاسة الروحية للدروز، ويعرقل جهود إعادة الإعمار والاستقرار.

انتشار القوات على حدود درعا والسويداء يعكس المخاوف من امتداد الصراع إلى مناطق أخرى.

ماذا بعد؟

الحكومة السورية ستكثف تدخلها العسكري والأمني لفض الاشتباكات وملاحقة المتسببين، مع التركيز على حوار شامل يعالج أسباب التوتر، كما أكدت وزارة الداخلية.

نجاح هذه الجهود يعتمد على تعاون العشائر والقادة المحليين، خاصة بعد إطلاق سراح المحتجزين كخطوة نحو التهدئة.

لكن استمرار غياب المؤسسات قد يعيق استعادة الاستقرار، مما يتطلب تعزيز الوجود الأمني وإصلاحات سياسية تضمن تمثيل المكونات المحلية.

على المدى الطويل، قد تدفع هذه الأحداث الحكومة لتسريع إنشاء هياكل إدارية لامركزية، خاصة في مناطق مثل السويداء ودرعا، لمنع تكرار النزاعات العشائرية.

التحديات تشمل مقاومة بعض الفصائل المحلية لتدخل الدولة، والتوترات الطائفية المحتملة، بينما تكمن الفرص في تعزيز السلم الأهلي عبر حوار وطني ودعم دولي لإعادة بناء المؤسسات.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *