ماذا حدث؟
في 21 يونيو 2025، نفذت الولايات المتحدة ضربات عسكرية على البنية التحتية النووية الإيرانية، مما ألحق أضراراً بمنشآت رئيسية لكن دون تدمير البرنامج النووي بالكامل.
تقرير مبكر لوكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية أشار إلى أن الضربات أخرت تقدم إيران نحو السلاح النووي بأقل من ستة أشهر، بينما أكد رافائيل ماريانو غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران ربما نقلت مخزونها من اليورانيوم المخصب قبل الهجوم، مما يتيح لها استئناف التخصيب خلال أشهر.
تاريخياً، أثبتت الضربات العسكرية، مثل هجوم إسرائيل على مفاعل العراق عام 1981 وسوريا عام 2007، عدم فعاليتها في إنهاء البرامج النووية، بل قد عززت تصميم الدول على متابعة التسلح.
في المقابل، أظهرت الدبلوماسية نجاحاً أكبر، كما في حالات جنوب إفريقيا، وليبيا، والأرجنتين، والبرازيل، وكوريا الجنوبية، وتايوان، حيث أدت العقوبات الاقتصادية والحوافز التجارية إلى نزع السلاح النووي.
الاتفاق النووي مع إيران (JCPOA) عام 2015، الذي تضمن قيوداً صارمة على البرنامج النووي ونقل اليورانيوم خارج البلاد، كان نموذجاً ناجحاً حتى انسحاب الولايات المتحدة عام 2018، مما دفع إيران لاستئناف التخصيب.
لماذا هذا مهم؟
الضربات العسكرية قد تدفع إيران لتسريع برنامجها النووي سراً، كما حدث مع العراق بعد تدمير بنامجه، لاعتقادها بأن السلاح النووي يحمي بقاءها.
الدبلوماسية، على النقيض، أثبتت فعالية في نزع السلاح عبر الضغط الاقتصادي، والعقوبات الثقافية، والحوافز التجارية، كما في حالة جنوب إفريقيا التي تخلت عن ترسانتها النووية عام 1991 بسبب العزلة الدولية.
الاتفاق النووي مع إيران قلل من مخاطر التسلح النووي الإيراني لعقد من الزمان، مع تفتيش دولي صارم، مما عزز الاستقرار الإقليمي.
انسحاب ترامب عام 2018 أعاد التوترات، مما يظهر أن الجمع بين التهديدات العسكرية والدبلوماسية يقلل فرص التوصل إلى اتفاق.
نجاح الدبلوماسية يعتمد على الحوافز والعقوبات متعددة الأطراف، بينما الضربات العسكرية تزيد من المخاطر دون حل مستدام. إيران أبدت تعاوناً سابقاً عبر الـJCPOA، مما يشير إلى إمكانية نجاح الدبلوماسية إذا استُؤنفت.
ماذا بعد؟
عودة إلى اتفاق مشابه للاتفاق النووي مع إيران قد تكون الخيار الأكثر فعالية لتعطيل قدرات إيران النووية، مع فرض قيود مشددة على التخصيب وتفتيش دولي.
الولايات المتحدة، بقيادة ترامب الذي أبدى استعداداً للحوار بعد الضربات، قد تواجه تحدياً إذا رفضت إيران التعاون، مفضلة نهجاً سرياً.
المفاوضات متعددة الأطراف، بدعم من أوروبا، وروسيا، والصين، ضرورية لضمان التزام إيران.
التحديات تشمل استمرار التوترات الإقليمية، خاصة مع إسرائيل وحزب الله، ومخاوف إيران من الضعف إذا تخلت عن برنامجها.
الفرص تكمن في استعادة الثقة عبر حوافز اقتصادية، مثل رفع العقوبات، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
دون دبلوماسية شاملة، قد تتجه إيران لتطوير أسلحة نووية سراً، مما يعقد العلاقات مع الغرب.