ماذا حدث؟
في مشهد دموي جديد يعكس الكلفة البشرية الباهظة للحرب اليمنية، لقي خمسة أطفال مصرعهم يوم الجمعة، إثر انفجار قذيفة من مخلفات الحرب في منطقة الهشمة بمديرية التعزية، شمال محافظة تعز الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي.
وبحسب مصادر محلية، كان الأطفال يلعبون أمام منزلهم في حي حبيل النور عندما عثروا على قذيفة مدفعية غير منفجرة، يُعتقد أنها تعود لمخلفات سابقة تركتها ميليشيا الحوثي في المنطقة.
القذيفة تنفجر والأجساد تتناثر
المصادر ذاتها أوضحت أن الأطفال تعاملوا مع المقذوف دون وعي بخطورته، حيث عبثوا به على سبيل الفضول واللعب، قبل أن ينفجر بشكل مفاجئ، ما أدى إلى مقتلهم في الحال وسط صدمة سكان الحي الذين هرعوا إلى موقع الانفجار.
اتهامات مباشرة للحوثيين
وفي بيان رسمي، حمّلت قيادة محور تعز العسكري جماعة الحوثي كامل المسؤولية عن الحادث، متهمةً إياها بترك مخلفات حرب قاتلة داخل الأحياء السكنية، دون أي مراعاة لحياة المدنيين، وعلى رأسهم الأطفال.
وجاء في البيان: “نحمّل جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم سوى وجودهم في مناطق ما زالت تعجّ بمخلفات الجماعة المسلحة”.
كما نفت القيادة بشكل قاطع أي علاقة للجيش اليمني بالحادث، مشيرة إلى أن الأطفال الضحايا عثروا على مقذوف حوثي قديم تسبب في مأساتهم.
لماذا هذا مهم؟
الحادثة المؤلمة ليست الأولى من نوعها، بل تضاف إلى سلسلة طويلة من المآسي التي يعاني منها سكان المناطق الملوثة بمخلفات الحرب، خصوصًا في المحافظات الجنوبية والغربية.
ولا تزال الألغام والقذائف غير المنفجرة منتشرة في الأحياء المكتظة بالسكان، وسط غياب حملات تطهير منظمة أو جهود فعالة لتحصين المدنيين من خطر هذه الأدوات القاتلة.
ماذا بعد؟
مجزرة الهشمة تعيد فتح الجراح وتثير أسئلة عن غياب الحلول الجذرية لحماية الأطفال في بيئات غير آمنة، حيث لا يزال الموت كامناً في زوايا الطرقات وحدائق المنازل، بانتظار لحظة عبث عابرة تكتب نهاية مأسوية جديدة.