ماذا حدث؟
في 11 يوليو 2025، بدأ حزب العمال الكردستاني (PKK) عملية نزع سلاح رمزية في كهف جاسنة بإقليم كردستان العراق، حيث أحرق 30 مقاتلاً أسلحتهم في مراسم حضرها وفود كردية وعراقية وأوروبية.
القيادية بسي هوزات قادت الحدث، استجابة لدعوة زعيم الحزب عبدالله أوجلان في فبراير 2025 لإنهاء الكفاح المسلح.
الاتفاق مع تركيا يركز على نزع السلاح بحلول نهاية 2025، دون تسليم المقاتلين أنفسهم فوراً، مع خطط لإعادة دمجهم عبر حزب سياسي جديد يمثل الأكراد في تركيا.
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رحب بالخطوة، معلناً تشكيل لجنة برلمانية لتلبية المتطلبات القانونية، مشيراً إلى أن الصراع كلف تركيا تريليوني دولار وأرواح 60 ألف شخص.
في سوريا، أعلن مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، استعداد مقاتلي PKK غير السوريين لمغادرة سوريا عند توفر ممرات آمنة.
لماذا هذا مهم؟
هذه الخطوة تمثل نقطة تحول في الصراع المستمر منذ 40 عاماً بين PKK وتركيا، والذي تسبب في نزوح آلاف الأكراد ودمار 700 قرية في إقليم كردستان العراق بسبب 1678 هجوماً تركياً في النصف الأول من 2025 وحده.
نزع السلاح قد يقلل التوترات العسكرية، خاصة في مناطق قنديل والسليمانية، ويمهد لعودة النازحين.
في سوريا، يدعم الأكراد، بما في ذلك الإدارة الذاتية وقسد، هذه المبادرة، آملين أن تقلل التدخلات التركية وتعزز التفاوض مع دمشق، لكن استمرار القواعد العسكرية التركية (87 قاعدة) في العراق والاشتباكات شبه اليومية في سوريا، خاصة في كوباني وحلب، تشير إلى تحديات.
ماذا بعد؟
في تركيا، سيتم استكمال نزع السلاح بحلول ديسمبر 2025، مع إعادة دمج المقاتلين عبر حزب سياسي جديد.
لمت نجاح العملية يعتمد على ضمانات قانونية لأوجلان ومقاتلي PKK، وتشريعات برلمانية تحمي حقوقهم السياسية، وفشل ذلك قد يعيد التوترات.
أما في العراق، فتقليص الغارات التركية قد يسمح بعودة النازحين، لكن استمرار القواعد العسكرية التركية (200 كم على الحدود) قد يبطئ إعادة الإعمار.
وفي سوريا، مفاوضات قسد مع دمشق، بدعم من مبادرة مسعود بارزاني لتوحيد الأكراد، قد تؤدي إلى دمج سياسي وعسكري ضمن نظام لامركزي، وخروج مقاتلي PKK غير السوريين قد يخفف التوتر مع تركيا، لكن استمرار المعارك في حلب يهدد الاستقرار.
لكن مقاومة بعض فصائل PKK لنزع السلاح، والتوترات بين الأحزاب الكردية (مثل الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي) قد تعيق الوحدة، وقد تستغل تركيا السلام لتعزيز نفوذها في سوريا، مما يثير مخاوف الأكراد.