ماذا حدث؟
في 7 يوليو 2025، اندلع حريق هائل في مبنى سنترال رمسيس بوسط القاهرة، بدأ في الطابق السابع بسبب ماس كهربائي، وامتد إلى الطوابق من الخامس إلى التاسع، مدمرًا كابلات الألياف الضوئية، والمقاسم الرقمية، ومعدات الاتصالات.
أسفر الحريق عن 4 وفيات و73 إصابة، معظمها بالاختناق، وتم إنقاذ موظفين عالقين باستخدام سلالم هيدروليكية، واستمرت النيران أكثر من 12 ساعة، وتجددت صباح 8 يوليو بسبب المواد القابلة للاشتعال وسخونة المبنى.
تسبب الحادث في انقطاع واسع للإنترنت والاتصالات في القاهرة والجيزة، مؤثرًا على شركات مثل المصرية للاتصالات، وفودافون، وأورانج، واتصالات، إضافة إلى تعطل خطوط الطوارئ، وحجز تذاكر القطارات، ومواعيد الطائرات، وحركة البورصة.
لماذا هذا مهم؟
سنترال رمسيس، الذي افتُتح عام 1927، هو العمود الفقري للبنية التحتية الرقمية في مصر، يربط 40% من حركة الاتصالات المحلية والدولية، ويضم غرف ربط بيني وكابلات ألياف ضوئية حيوية.
يدعم السنترال خدمات الحوسبة السحابية، والأرشفة المؤسسية، والتحويلات البنكية، ويسهم في عائدات سنوية تتجاوز 5.2 مليار دولار لقطاع الاتصالات.
الحريق كشف هشاشة الاعتماد على مركز واحد، حيث تسبب في تعطل خدمات حيوية مثل الإسعاف، والمطارات، وقنوات البث المباشر.
الخسائر البشرية والمادية التي تقدر بملايين الدولارات تؤكد الأهمية الأمنية والاقتصادية للسنترال كموقع سيادي.
كما أثار الحادث تساؤلات حول أنظمة الأمان والصيانة، خاصة مع فشل أنظمة الإطفاء الذاتية في احتواء الحريق الذي تغذى على الأوراق والمقاعد الخشبية.
ماذا بعد؟
الشركة المصرية للاتصالات، بالتعاون مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، نقلت خدمات الإنترنت إلى سنترال الروضة، مع توقعات باستعادة الخدمات خلال 24 ساعة من 8 يوليو.
فرق الدعم الفني تعمل على حصر الأضرار وتعويض العملاء المتضررين، بينما تستمر التحقيقات لتحديد أسباب الحريق.
الحادث قد يدفع الحكومة لتسريع خطط تحويل سنترال رمسيس إلى مركز بيانات متقدم (Tier 3) وتطوير بنية تحتية بديلة لتقليل الاعتماد على موقع واحد.
على المدى الطويل، يتطلب الأمر استثمارات في أنظمة أمان متطورة وصيانة دورية لتجنب تكرار الكارثة، كما قد يعزز الحادث الوعي بأهمية التحول الرقمي المرن، مع ضغوط على الشركات لتحسين استجابتها للأزمات، خاصة في ظل تأثير الحادث على الاقتصاد وثقة المستثمرين.