إيلون ماسك يعلن تأسيس حزبًا جديدًا.. كيف يتحدى ترامب؟

كيف ساءت الأمور بين ترامب وإيلون ماسك بهذه السرعة؟

ماذا حدث؟

في 5 يوليو 2025، أعلن إيلون ماسك، الملياردير ورئيس شركتي تسلا وسبيس إكس، تأسيس حزب سياسي جديد يُدعى “حزب أمريكا”، بعد خلاف علني مع الرئيس دونالد ترامب.

جاء الإعلان عبر منصة إكس، حيث كتب ماسك: “عندما يتعلق الأمر بإفلاس بلادنا بالإسراف والفساد، فإننا نعيش في نظام حزب واحد، وليس ديمقراطية. اليوم، يُشكل حزب أمريكا ليعيد لكم حريتكم”.

الخلاف بدأ عندما عارض ماسك بشدة مشروع قانون ترامب الضخم “One Big Beautiful Bill”، الذي أقرته الجمعية الوطنية ووقّعه ترامب في 4 يوليو، معتبرًا أنه سيرفع الدين القومي بـ3.3 تريليون دولار بحلول 2034.

ماسك، الذي كان أكبر مانح لترامب في انتخابات 2024 بمساهمات تجاوزت 280 مليون دولار، هدد بدعم مرشحين ضد الجمهوريين الذين صوتوا لصالح القانون، واقترح التركيز على 2-3 مقاعد في مجلس الشيوخ و8-10 مقاعد في مجلس النواب في انتخابات منتصف المدة 2026.

لماذا هذا مهم؟

إعلان ماسك يمثل تحديًا مباشرًا لترامب ولنظام الحزبين الأمريكي الذي يهيمن على السياسة منذ عقود.

ماسك، الذي كان مستشارًا مقربًا لترامب وقاد “إدارة كفاءة الحكومة” حتى مايو 2025، يستغل ثروته الهائلة (409.8 مليار دولار) وقاعدته الجماهيرية على إكس (220 مليون متابع) لدفع رؤية لتمثيل “80% من الأمريكيين في الوسط”، مستندًا إلى استطلاع أجراه على إكس أظهر تأييد 80.4% لفكرة حزب جديد.

هذا الخلاف يكشف انقسامًا في التحالف الجمهوري، حيث يتهم ماسك الحزب بالتخلي عن وعود تقليص الإنفاق الحكومي، بينما يرد ترامب بتهديدات بسحب عقود وإعانات حكومية من شركات ماسك، مثل تسلا وسبيس إكس.

تاريخيًا، فشلت محاولات الحزب الثالث، كما حدث مع روس بيروت عام 1992، بسبب القوانين الصارمة للوصول إلى الاقتراع والاستقطاب الحزبي الشديد، لكن ثروة ماسك ونفوذه يجعلان تهديده جديرًا بالاهتمام.

ماذا بعد؟

حزب أمريكا لم يُسجل بعد لدى لجنة الانتخابات الفيدرالية، ولم يقدم ماسك تفاصيل واضحة حول برنامجه السياسي سوى التركيز على الحفاظ على المالية العامة.

خبراء مثل توماس غيفت من جامعة لندن يرون أن تشكيل حزب ثالث ناجح أمر صعب بسبب هيمنة الحزبين الرئيسيين، وقد يكون دور الحزب الجديد “مفسدًا” يقسم أصوات الجمهوريين لصالح الديمقراطيين.

ماسك قد يركز على دعم مرشحين مستقلين في دوائر محددة، مثل دعمه المعلن للنائب توماس ماسي، معارض مشروع قانون ترامب.

ومع ذلك، تراجع شعبية ماسك وخسائر تسلا في البورصة بعد إعلانه قد يحد من تأثيره.

على الجانب الآخر، يحتفظ ترامب بشعبية قوية، مما يجعل مواجهة ماسك محفوفة بالمخاطر.

الانتخابات النصفية لعام 2026 ستكون الاختبار الحقيقي لقدرة ماسك على تعطيل النظام السياسي أو إجبار ترامب على تعديل سياساته.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *