ماذا حدث؟
في 5 يوليو 2025، أعلنت الفصائل المسلحة العراقية، الموالية لإيران، رفضها التخلي عن السلاح، واصفة إياه بـ”خيار استراتيجي لا مساومة عليه”، وأكدت أن “سلاحنا باقٍ حتى زوال التبعية”، متهمة قوات البيشمركة الكردية بالارتباط بإسرائيل.
جاء ذلك رداً على تصريحات زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي جدد يوم 4 يوليو مقاطعته للانتخابات المقبلة، مطالبًا بحل الميليشيات وحصر السلاح بالجيش والشرطة.
كما أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في 2 يوليو أن سياسة الحكومة تهدف لحصر السلاح بيد الدولة، بينما أشار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في فبراير 2025 إلى مساعي دمج الفصائل ضمن الأطر القانونية.
وزير الخارجية فؤاد حسين أكد أيضاً محاولات إقناع الفصائل بالتخلي عن السلاح أو الانضمام للقوات الأمنية الرسمية.
لماذا هذا مهم؟
تصريحات الفصائل تعكس تحديًا صلبًا لجهود الحكومة العراقية لترسيخ سيادة الدولة، وسط ضغوط دولية، خاصة من الولايات المتحدة، لنزع سلاح هذه الفصائل التي تضم نحو 50 ألف مقاتل وتمتلك ترسانات تشمل صواريخ بعيدة المدى.
هذه الفصائل، مثل كتائب حزب الله وحركة النجباء، كانت نشطة في هجمات ضد القوات الأمريكية وإسرائيل دعماً لغزة منذ أكتوبر 2023، لكنها أوقفت عملياتها بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر 2024.
رفضها التخلي عن السلاح يعقد جهود الحكومة لتجنب التصعيد الإقليمي، خاصة مع عودة دونالد ترامب للرئاسة، والذي يتبنى موقفًا صلبًا تجاه إيران وحلفائها.
كما يعكس الخلاف مع الصدر انقسامات داخل القوى الشيعية، مما يهدد الاستقرار السياسي والأمني في العراق.
ماذا بعد؟
مستقبل الفصائل يبقى مرهونًا بالتوازنات الإقليمية والداخلية. الحكومة تواجه معضلة بسبب نفوذ الفصائل داخل أجهزة الدولة ودورها التاريخي في مواجهة داعش، مما يجعل نزع سلاحها بالقوة محفوفًا بالمخاطر.
تصريحات قادة الفصائل، مثل علي الأسدي، تشير إلى أن التخلي عن السلاح مشروط بضمانات مثل انسحاب القوات الأمريكية بحلول سبتمبر 2025، وهو ما قد يتعطل بسبب مخاوف من عودة داعش بعد سقوط الأسد في سوريا.
واشنطن، التي هددت بضربات جوية، قد تزيد الضغط على بغداد، بينما تحاول إيران الحفاظ على نفوذها عبر الفصائل.
المفاوضات المستمرة، التي وصفتها مصادر بأنها “متقدمة”، قد تؤدي إلى تسويات جزئية، لكن رفض الفصائل الحالي ينذر بتوترات مستمرة، خاصة مع اقتراب الانتخابات التشريعية بنهاية 2025.