الأصالة والحداثة.. كيف صُممت الهوية البصرية السورية الجديدة؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في خطوة رمزية تعكس تحولات سياسية وثقافية، كشفت سوريا، الخميس، عن هويتها البصرية الجديدة خلال احتفالية في قصر الشعب بدمشق، في إعلان اعتُبر بداية لمرحلة تتجاوز الدولة التقليدية وتعيد صياغة علاقتها بالشعب.

ويتخذ الشعار الجديد من “العقاب الذهبي” رمزًا بصريًا، بعد تعديله ليواكب مفاهيم التعدد والتجدد، ويعبّر عن سوريا الموحدة بتنوعها العرقي والثقافي، وفق الرواية الرسمية.

هوية لا تقبل التجزئة

أكد الرئيس في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أن الهوية البصرية الجديدة ليست مجرد تصميم فني، بل تعبير سياسي واجتماعي عن رفض التقسيم و”القطيعة مع منظومة القهر”، وتجسيد لبناء الإنسان السوري وحياة كريمة تليق به، وفقًا لوكالة “سانا”.

وأشار الشرع إلى أن الهوية تستمد رمزيتها من طائر العقاب، الذي يجسّد بقوته ومرونته وبلونه الذهبي قيم الصلابة والتجدد، وهي القيم التي تسعى سوريا لترسيخها في جمهوريتها الجديدة.

رسائل سياسية مشفّرة في التصميم

وفقًا لوكالة “سانا”، يحمل الشعار الجديد خمس رسائل رئيسية ذات دلالات سياسية ورمزية، وهي:

1. الاستمرارية التاريخية: العقاب الجديد امتداد لتصميم 1945 وليس انقطاعًا عنه.

2. تمثيل الدولة الجديدة: يعكس سوريا المنبثقة من إرادة شعبها.

3. تحرر الشعب: تحرير النجوم الثلاث يرمز إلى تحرر الشعب نفسه.

4. وحدة الأراضي: ذيل العقاب بريشاته الخمس يمثل المناطق الجغرافية الكبرى دون تفاضل أو تهميش.

5. عقد وطني جديد: الشعار يعيد تعريف العلاقة بين الدولة والشعب كعقد سياسي بصري.

من شعار قتالي إلى رمز للاتزان

اللافت أن تصميم العقاب الجديد كُسرت فيه الهيمنة العسكرية القديمة، حيث لم يُجسّد العقاب هذه المرة بهيئة هجومية أو دفاعية، بل في حالة اتزان تام، بأجنحة متناسقة، كل جناح يتكوّن من 7 ريشات، تمثل المحافظات الـ14 مجتمعة.

“تحرير النجوم”.. كسر الصهر القسري

ومن أبرز التحولات في الهوية الجديدة هو ما وصفته “سانا” بـ”تحرير النجوم”، إذ لم تعد مضغوطة ضمن الشعار، بل تم رفعها فوق العقاب، بما يعكس رمزيًا فكرة أن الشعب – الذي تمثله النجوم – قد تحرر من الصهر القسري مع الدولة.

الجغرافيا حاضرة.. والرمزية مدروسة

تفصيل آخر له دلالة خاصة في الشعار الجديد، هو ذيل العقاب الذي يتكوّن من خمس ريشات، كل واحدة تمثل منطقة كبرى: الشمالية، الجنوبية، الشرقية، الغربية، والوسطى. أما الأجنحة، فقد حافظت على تناظرها، بـ14 ريشة ترمز إلى جميع المحافظات السورية دون تمييز، في تأكيد على تكامل الأرض ووحدة القرار.

من الثورة إلى الهوية

ولم تغفل الرواية الرسمية عن الإشارة إلى ثورة 2011، التي وصفتها بأنها “أول انخراط جمعي حقيقي للسوريين في الشأن السياسي منذ خمسة عقود”، مؤكدة أن الملايين الذين دفعوا الثمن في السنوات الماضية، كانوا أساسًا في الحاجة لإعادة تعريف هوية الدولة، وهو ما تم ترجمته عبر هوية بصرية جديدة تعكس “حكومة منبثقة من الشعب وخادمة له”.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *