ماذا حدث؟
في 1 يوليو 2025، شهدت مصر أمطارًا غزيرة نادرة لم تحدث منذ 30 عامًا، خاصة في القاهرة ومحافظات الوجه البحري ومدن القناة.
الدكتورة منار غانم، من هيئة الأرصاد الجوية، أرجعت الظاهرة إلى منخفض الهند الموسمي في طبقات الجو العليا، مصحوبًا بارتفاع الرطوبة وتكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة.
هذا المنخفض، الذي يغطي جنوب آسيا ويمتد غربًا إلى شرق المتوسط، يتسبب في موجات حارة ورطبة، مما يزيد الإحساس بالحرارة.
الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق، أضاف أن التغيرات المناخية جعلت هذه الأمطار تمتد إلى شمال مصر، بينما كانت تقتصر سابقًا على جنوب الصعيد بسبب الحزام المطري المداري.
هذه التقلبات تعكس تأثير التغير المناخي، مما يتطلب دراسات مكثفة للتنبؤ بها.
لماذا هذا مهم؟
انتشرت شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي حول احتمالية تسونامي في البحر المتوسط، مدعومة بفيديوهات تزعم رصد أمواج غير طبيعية أو نشاط بحري غامض.
الدكتور طه رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، نفى هذه المزاعم، مؤكدًا أنها “لا تستند إلى أساس علمي” وأن حركة الأمواج طبيعية.
والدكتور علي قطب أوضح أن التسونامي يتطلب عوامل مثل زلزال قوي أو تيارات بحرية شديدة، وهي غائبة حاليًا.
أما الدكتور مصطفى محمود إسماعيل، الخبير الجيولوجي، أكد أن الأمواج الحالية ناتجة عن رياح موسمية وتقلبات جوية طبيعية، دون دلائل على ارتفاع حرارة البحر.
وفيما أشار الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية، إلى أن التسونامي يحتاج إلى زلزال بقوة تزيد عن 6.5 ريختر، وهو غير محتمل حاليًا، كما أن التجارب النووية تحت البحر لا تكفي لإحداث تسونامي مدمر إلا بكميات هائلة من المتفجرات تبلغ مليوني طن.
تقرير اليونسكو في يوليو 2024 حذر من احتمال تسونامي خلال 30 عامًا، لكن لا مؤشرات حالية تدعمه.
ماذا بعد؟
الأمطار الصيفية النادرة تؤكد تأثير التغير المناخي على مصر، حيث تزيد الرطوبة وتتسبب المنخفضات في ظواهر غير معتادة.
شائعات التسونامي، رغم نفيها، أثارت قلق المواطنين، مما يعكس الحاجة إلى توعية علمية لتفادي الذعر.
هيئة الأرصاد توقعت استمرار الطقس الحار الرطب مع فرص أمطار خفيفة إلى متوسطة في يوليو 2025، خاصة على جنوب مصر.
بالنسبة للتسونامي، يوصي الخبراء بمراقبة النشاط الزلزالي في المتوسط، مع التركيز على التوعية لدحض الشائعات.