ماذا حدث؟
عاد اسم أمجد خالد إلى الواجهة بعد كشف السلطات الشرعية عن إدارته شبكة إرهابية مرتبطة بالحوثيين والقاعدة وداعش، ووصفتها اللجنة الأمنية العليا بأنها من أخطر أدوات التخريب في المحافظات المحررة، مؤكدة تورطها في تنسيق التخادم وتنفيذ عمليات بارزة، بينها اغتيال مدير برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي عام 2023، وضبط المنفذين وعشرات المتورطين.
من هو أمجد خالد؟
بعد تحرير عدن عام 2015 بدعم التحالف العربي، أعاد الرئيس السابق عبدربه منصور هادي تشكيل ألوية الحماية الرئاسية، وعيّن أمجد خالد قائدًا للواء النقل العام بدعم من نائبه علي محسن الأحمر.
ظل خالد في عدن حتى 2018، حيث شارك إلى جانب الإخوان ضد المجلس الانتقالي، وبعد هزيمته فرّ في 2019 إلى مدينة التربة بتعز، محتميًا بحزب الإصلاح.
مقر عسكري يتحول إلى مظلة للإرهاب
منذ تمركزه في الشمايتين والمقاطرة بلحج، استغل أمجد خالد منصبه العسكري لتأمين تحركات العناصر الإرهابية نحو عدن، حيث نفذت تفجيرات واغتيالات.
وتؤكد وثائق صادرة عن نيابة مكافحة الإرهاب في 25 يوليو تورطه في 7 عمليات، أبرزها محاولة اغتيال محافظ عدن أحمد لملس، وتفجير مطار عدن في أكتوبر 2021 الذي أسفر عن عشرات الضحايا.
أدلة مصورة تدينه.. ومحكمة تقضي بإعدامه
في نوفمبر 2023، نشرت شرطة عدن تسجيلات من خلية إرهابية تُظهر أمجد خالد وهو يوجّه عناصر مسلحة لاستهداف قيادات في المجلس الانتقالي.
لاحقًا، أقاله المجلس الرئاسي في 27 فبراير 2024، وأصدرت محكمة الإرهاب حكمًا نهائيًا بإعدامه وأفراد عصابته في 29 إبريل من العام نفسه.
من الإخوان إلى الحوثي.. الوجه المتقلّب
رغم حكم الإعدام، عاد أمجد خالد سرًا إلى التربة مطلع 2025 بعد عام من هروبه، ما دفع المجلس الرئاسي لإصدار أوامر باعتقاله.
وفي 11 فبراير، أعلنت قوات موالية للإخوان القبض عليه، لكنه هرب في ظروف غامضة وسط اتهامات للإصلاح بالتواطؤ.
وفي يونيو، داهمت قوات إخوانية مقراته، فرد بفيديو يهدد بنشر تسجيلات تكشف تعاونه مع قيادات الحزب إذا لم يتم احتواء الأزمة.
تهديدات صريحة.. وابتزاز سياسي علني
قال خالد في الفيديو: “لدي عهود واتفاقات مع الإخوة في حزب الإصلاح، من أكبر كبير إلى أصغر صغير، ومعظم هذه الاتفاقات موثقة… لدينا توثيقات وتسجيلات عن لقاءات وتفاهمات كثيرة، سيتم عرضها للناس إذا لم يتم لملمة الأمور قبل فوات الأوان”.
ماذا بعد؟
من القتال مع “الإخوان” إلى الارتباط بقيادات “الحوثي”، تنقل أمجد خالد بين تحالفات تكشف هشاشة علاقات الجماعات المتطرفة في اليمن، ولا يزال يشكّل تهديدًا أمنيًا رغم الملاحقات والأحكام القضائية.