الأقليات في إيران.. كيف تأثرت بالحرب مع إسرائيل؟

الأقليات في إيران.. كيف تأثرت بالحرب مع إسرائيل؟

ماذا حدث؟

خلال الحرب بين إيران وإسرائيل في يونيو 2025، التي استمرت 12 يومًا، برزت تداعيات خطيرة على الأقليات العرقية في إيران، خاصة الأكراد.

ألقت تقارير من داخل إيران باللوم على سياسات الحكومة في إشعال الحرب، مما زاد من عزلة النظام داخليًا، فرد النظام بقمع شديد، حيث أُلقي القبض على أكثر من 700 شخص بتهمة التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي، مع استهداف مناطق الأقليات، خاصة المناطق الكردية.

في اليوم التالي لوقف إطلاق النار، أعدمت الحكومة ثلاثة عمال أكراد عابري الحدود بدون محاكمة، مما يعكس نمطًا تاريخيًا لاستهداف الأقليات عند شعور النظام بالتهديد.

الأكراد، الذين يشكلون 12-15% من سكان إيران (10-12 مليون نسمة)، إلى جانب البلوش والعرب، واجهوا قمعًا مكثفًا، مما يعكس استراتيجية الحكومة لتحويل الأقليات إلى كبش فداء لتثبيت سلطتها.

لماذا هذا مهم؟

تاريخيًا، استخدم النظام الإيراني القمع ضد الأقليات، خاصة الأكراد، لتثبيت سلطته في أوقات الأزمات، وبعد الثورة الإيرانية عام 1979، رفض آية الله الخميني التعددية، مركزًا على الهوية الشيعية الفارسية، مما أدى إلى تهميش الأقليات غير الفارسية وغير الشيعية.

بين 1979 و1988، قُتل حوالي 50,000 كردي إيراني، ودُمرت قرى ومدن كردية، وتحولت المنطقة إلى منطقة عسكرية.

في 1988، أصدر الخميني فتوى لإعدام آلاف السجناء السياسيين، بمن فيهم أكراد، بدون محاكمات.

الحرب الأخيرة مع إسرائيل زادت من الضغط على النظام، مما دفع الحكومة لتكرار هذا النمط، فاستهداف الأكراد يعكس محاولة النظام لإسكات المعارضة الداخلية عبر تصوير الأقليات كـ”أعداء داخليين”.

هذا القمع يعيق الوحدة الوطنية ويزيد من الانقسامات العرقية، مما يهدد استقرار إيران على المدى الطويل.

ماذا بعد؟

النظام الإيراني قد يواصل قمع الأقليات لمنع الانتفاضات، خاصة في المناطق الكردية، ومع ذلك، الخوف من القمع المتصاعد، كما أظهرت انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية” عام 2022 حيث كان 56% من الضحايا أكرادًا، يمنع الاحتجاجات الواسعة حاليًا.

المعارضة الإيرانية تظل مفرقة، حيث ترفض معظم الجماعات الاعتراف بحقوق الأقليات، مكررة خطاب النظام حول “الوحدة الإقليمية”.

لتجنب المزيد من القمع، يجب على المجتمع الدولي، بقيادة الأمم المتحدة، مراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، خاصة ضد الأكراد، كما ينبغي أيضًا دعم الحوار بين الأقليات والمعارضة لتشكيل رؤية شاملة لإيران المستقبلية.

بدون إصلاحات، قد تؤدي التوترات العرقية إلى انقسامات أعمق، مما يزيد من عدم الاستقرار.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *