كيف ستعود إيران لطريق المفاوضات من جديد؟

كيف ستعود إيران لطريق المفاوضات من جديد؟

ماذا يحدث؟

بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل في يونيو 2025، بوساطة دونالد ترامب، تتجه الأنظار نحو استئناف المفاوضات النووية.

الضربات الإسرائيلية والأمريكية على منشآت إيران النووية: فوردو، ونطنز، وأصفهان أضعفت برنامجها النووي والبنية التحتية للصواريخ، لكنها لم تقضِ عليهما تمامًا، كما يشير تحليل معهد واشنطن.

إيران، رغم إعلانها “النصر”، تسعى لتخفيف العقوبات الاقتصادية، حيث انهار الريال بنسبة 20% في 2021، وتواجه أزمة اقتصادية مستمرة.

الولايات المتحدة ترى فرصة للاستفادة من ضعف إيران لفرض قيود صارمة على برنامجها النووي والصاروخي، مع إشراك الأوروبيين والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

لماذا هذا مهم؟

الضربات العسكرية أخرت البرنامج النووي الإيراني، لكن مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60% ومكونات الطرد المركزي المخفية تشكل خطرًا مستمرًا.

دون مفاوضات، قد تعيد إيران بناء قدراتها سرًا، مستغلة مرافق تحت الأرض أو تعاونًا مع الصين، كما يحذر المحلل في معهد واشنطن فرزين نديمي.

 الولايات المتحدة تملك نفوذًا بفضل “الضغط الأقصى” ودعم إسرائيل، لكن إيران تشترط وقف العدوان للتفاوض.

الأهداف الأمريكية، بحسب المحلل دينيس روس، تشمل منع إيران من امتلاك أسلحة نووية إلى الأبد، الحد من برنامج الصواريخ، وضمان تفتيشات دائمة.

أوروبا تسعى لاستخدام “السحب السريع” للعقوبات الأممية قبل أكتوبر 2025، بينما روسيا والصين تدعمان إيران دبلوماسيًا لتعزيز نفوذهما الإقليمي، كما يوضح غرانت روملي وآنا بورشيفسكايا.

ماذا بعد؟

للعودة إلى المفاوضات، يجب معالجة العقبات التالية:

1- القيود النووية: يقترح ريتشارد نيفيو حظر تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة الوقود المستنفد، مع التزام إيران بمعاهدة الحد من – الانتشار النووي وتفتيشات دائمة للوكالة الدولية.

إيران قد ترفض التخلي عن حق التخصيب، مقترحة تعاونًا نوويًا مدنيًا (مفاعلات بوقود خارجي) كبديل، مما يؤخر التخصيب لعقود.

2- تخفيف العقوبات: إيران تسعى للوصول إلى 100 مليار دولار من الأصول المجمدة، لكن المصارف الدولية مترددة بسبب مخاطر التمويل غير المشروع، كما يشير باتريك كلاوسون.

ترامب قد يخفف قيود تصدير النفط، لكن إيران تحتاج إلى تحسين بيئة الأعمال لجذب الاستثمارات.

3- الصواريخ والطائرات المسيرة: يجب أن تشمل المفاوضات الحد من برنامج الصواريخ الباليستية، خاصة بعد نجاح صواريخ إيرانية في اختراق دفاعات إسرائيل.

إيران قد تسعى لإعادة بناء هذا البرنامج بمساعدة صينية، مما يتطلب مراقبة صارمة.

4- الدور الدولي: الأوروبيون سيضغطون لتفتيشات صارمة، مستفيدين من نفوذهم في الأمم المتحدة.

روسيا والصين سيدعمان إيران لإضعاف النفوذ الأمريكي، لكن يجب استبعادهما من المفاوضات لتجنب تعزيز موقف طهران، كما ينصح روملي وبورشيفسكايا.

نجاح المفاوضات يعتمد على توازن بين الضغط العسكري، والحوافز الاقتصادية، ودبلوماسية منسقة، مع التركيز على مراقبة دائمة لمنع إيران من استعادة قدراتها النووية والصاروخية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *