منشأة سرية أعمق من فوردو.. أين تخفي إيران اليورانيوم؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

رغم توقف الضربات بين إيران وإسرائيل، عاد الجدل حول مصير اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب، بعد تقارير استخباراتية رجحت نقله إلى منشأة سرية أكثر تحصينًا من فوردو، وزادت المخاوف مع رصد صور أقمار صناعية لتحركات غير معتادة لشاحنات قرب فوردو قبل الضربة الأميركية بيوم واحد فقط.

ضربة استباقية بـ”أقوى القنابل”

وفي الضربة الأميركية الأخيرة، استخدمت الولايات المتحدة قاذفات شبح من طراز “بي-2” لإسقاط أقوى قنابل تقليدية في ترسانتها على مواقع نووية إيرانية، من بينها منشأة “فوردو” المُقامة أسفل جبل، إلى جانب منشأة “نطنز” ومفاعل “أصفهان” للأبحاث.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف تلك الضربات بأنها دمّرت البرنامج النووي الإيراني.

شاحنات قبل القصف.. ومكان غامض بعده

لكن المؤشرات السابقة على القصف كشفت تحركًا لافتًا؛ إذ شوهدت 16 شاحنة مصطفة خارج منشأة فوردو، وهو ما فُسّر على أنه عملية نقل منظمة لمواد نووية.

ونقلت صحيفة التليغراف البريطانية عن خبير في البرنامج النووي الإيراني قوله إن النظام قام بنقل كمية كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب إلى موقع سري قبل تنفيذ الضربات الأميركية.

ويبقى السؤال الذي يُحيّر الجميع الآن هو إلى أين توجهت تلك الشاحنات؟

جبل الفأس.. المرشح الأبرز للإخفاء

الإجابة، بحسب ما أوردته التليغراف، قد تكون “جبل الفأس”، وهو موقع جبلي يقع على بعد نحو 145 كيلومترًا جنوب منشأة فوردو، وقريب من منشأة نطنز النووية بمحافظة أصفهان.

وتشير التقديرات إلى أن الموقع الجديد يضم منشأة نووية تحت الأرض، يصل عمقها إلى حوالي 100 متر تحت سطح الأرض، أي أعمق من فوردو التي تقع على عمق يتراوح بين 60 و90 مترًا، ما يجعلها أكثر صعوبة في الاستهداف.

بعكس فوردو التي تحتوي على مدخلين، يُعتقد أن لجبل الفأس أربعة مداخل على الأقل، اثنان على الجانب الشرقي وآخران على الجانب الغربي، ما يزيد من تعقيد أي محاولة رصد أو استهداف مباشر.

شبكة أنفاق وتحصينات أمنية

وتشير صور الأقمار الصناعية الحديثة إلى أن المنطقة المحيطة بجبل الفأس خضعت لعمليات توسعة وتحصين سرية خلال السنوات الأربع الماضية، وسط مؤشرات على بناء بنية تحتية متقدمة، يُعتقد أنها جزء من مشروع تخصيب جديد. وتم بالفعل رصد شبكة أنفاق معقدة تحت الجبل، إلى جانب تجهيزات أمنية عالية المستوى في محيط الموقع.

ويعتقد محللون أن حجم المنشأة يُشير إلى أنها لا تقتصر على تصنيع أجهزة الطرد المركزي فقط، بل قد تُستخدم أيضًا لتخصيب اليورانيوم نفسه.

ماذا بعد؟

ورغم هذه المؤشرات، ترفض إيران الكشف عن أنشطة جبل الفأس، فيما لم تستبعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود أنشطة نووية سرية فيه، ما يجعله في صدارة المخاوف الدولية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *