ماذا حدث؟
في تطور لافت ضمن حملة الملاحقات القانونية التي تنفذها السلطات السورية ضد رموز النظام السابق، أعلنت وزارة الداخلية، الأربعاء، إلقاء القبض على اللواء الطيار ميزر صوان، أحد أبرز الأسماء المدرجة على قوائم العقوبات الأوروبية والبريطانية.
وبحسب بيان رسمي نشرته الداخلية السورية عبر “تلغرام”، فإن مديرية الأمن الداخلي في منطقة حرستا بريف دمشق تمكنت من توقيف صوان، واصفة إياه بـ”الطيار المجرم”، وموضحة أنه أُحيل إلى إدارة مكافحة الإرهاب لاستكمال التحقيقات والإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
قائد الفرقة 20 الجوية
صوان، المعروف بلقب “عدو الغوطتين”، تولى مناصب عسكرية متعددة خلال السنوات الماضية، أبرزها قيادته للفرقة الجوية 20 في مطار الضمير العسكري.
وتشير السلطات إلى ضلوعه المباشر في إصدار أوامر للقصف الجوي على منطقتي الغوطة الشرقية والغربية، اللتين شكلتا على مدار سنوات طويلة أحد أهم معاقل الفصائل المعارضة قرب العاصمة دمشق، قبل أن تستعيدها قوات النظام في مراحل لاحقة من النزاع.
لماذا هذا مهم؟
ويأتي توقيف صوان في سياق حملة أوسع تشنها السلطات السورية الجديدة ضد عدد من الضباط والمسؤولين السابقين، بينهم مقربون من عائلة الأسد، كان آخرهم وسيم الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، المتهم بالتورط في شبكات تجارة المخدرات.
الدور العسكري البارز الذي لعبه صوان خلال الحرب السورية جعله هدفًا لعقوبات غربية، إذ أدرجته بريطانيا ضمن قائمتها الخاصة بالعقوبات على سوريا، على خلفية اتهامه بالمشاركة في أنشطة تدعم نظام بشار الأسد أو ترتبط بسياساته القمعية.
كما حمّله الاتحاد الأوروبي مسؤولية التورط في “قمع المدنيين بعنف، بما في ذلك تنفيذ غارات جوية على مناطق سكنية”.
ماذا بعد؟
منذ تسلم الإدارة الجديدة للسلطة، تتوالى إعلانات القبض على شخصيات أمنية وعسكرية من عهد النظام السابق.
ورغم ذلك، ترى منظمات حقوقية أن عمليات التوقيف لا تزال “انتقائية وعشوائية”، ولا تطال بالضرورة كبار المتورطين في جرائم بحق المدنيين.
كما عبّرت هذه المنظمات عن قلقها من انعدام الشفافية في مجريات التحقيقات والإجراءات التي تُتخذ عقب تلك الاعتقالات.