ماذا حدث؟
بدت المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل اختبارًا علنيًا للردع والهيبة العسكرية، وكشفًا مباشرًا لقدرات الهجوم والدفاع في واحدة من أكثر المعارك حساسية في تاريخ الشرق الأوسط.
وفي أول كشف رسمي، عرضت إذاعة الجيش الإسرائيلي حصيلة المعركة بالأرقام، مبيّنة كلفتها وتأثيرها على الطرفين.
أولى الضربات.. إيران تفتح النار
شنّت إيران هجومًا غير مسبوق، أطلقت خلاله ما بين 500 إلى 550 صاروخًا باليستيًا وأكثر من ألف طائرة مسيّرة نحو العمق الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل 28 شخصًا، بينهم 27 مدنيًا وجندي واحد، إضافة إلى إصابة المئات.
وأسقطت الدفاعات الإيرانية طائرتي استطلاع إسرائيليتين، في استهداف رمزي لقدرات الرصد الجوي.
وامتد تأثير الهجوم ليطال منشآت استراتيجية داخل إسرائيل، أبرزها “بازان” في حيفا ومعهد “وايزمان” في رحوفوت، إلى جانب تدمير عشرات المواقع المدنية والعسكرية، وتضرر مئات المنازل، ما أدى إلى تشريد مئات العائلات.
الرد الإسرائيلي.. ضربات عالية الدقة
جاء الرد الإسرائيلي عنيفًا ومنسقًا، مستهدفًا ثلاث منشآت نووية رئيسية: نطنز، فوردو، وأصفهان.
ورغم غياب تأكيد رسمي لحجم الخسائر، تشير التقديرات إلى أضرار كبيرة، مع استمرار الغموض بشأن مصير مخزونات اليورانيوم.
وطالت الضربات عشرات المنشآت النووية، منها مقر القيادة النووية بطهران ومصانع أجهزة الطرد المركزي.
استهداف العقول.. اغتيال الصف الأول في إيران
لم تكتفِ إسرائيل باستهداف المنشآت، بل نفّذت عمليات تصفية دقيقة طالت 15 عالمًا نوويًا من “مجموعة السلاح”، وأربعة من كبار قادة القوات المسلحة، بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس الأركان.
واغتيل قائد سلاح الجو والفضاء وكامل قيادته، إلى جانب قيادييْن في “فيلق القدس”، عزّادي وشهرياري، وأسفرت الضربات عن مقتل المئات من عناصر الباسيج والحرس الثوري بمناطق متفرقة.
على الأرض.. تآكل الترسانة الإيرانية
على صعيد الدفاع الجوي، دمّر سلاح الجو الإسرائيلي بين 800 إلى 1000 صاروخ إيراني قبل إطلاقها، ما خفّض الترسانة المتبقية إلى نحو 1000–1500 صاروخ، أي أقل من نصف الكمية الأصلية.
وتم تدمير نحو 65% من منصات الإطلاق، وفقدت منظومة الدفاع الجوي الإيراني أكثر من 80% من فعاليتها بعد تدمير أكثر من 80 بطارية أرض–جو.
ورغم إطلاق مئات الصواريخ، لم يخترق الدرع الدفاعي سوى 50 إلى 60 صاروخًا، وتسببت 8 منها فقط في قتلى.
أما المسيّرات، فتم اعتراض 99.99% منها، واخترقت واحدة فقط الأجواء وأصابت منزلًا في بيت شان دون إصابات.
لماذا هذا مهم؟
بدت إيران معزولة ميدانيًا خلال المواجهة، إذ غاب وكلاؤها الإقليميون عن المعركة؛ فحزب الله لم يطلق أي صاروخ، والميليشيات العراقية لم تنخرط، واقتصر تدخل الحوثيين على صاروخين فقط خلال 12 يومًا.
وفي المقابل، دخلت الولايات المتحدة على الخط، فدعمت إسرائيل دفاعيًا، ونفذت هجمات على منشآت نووية إيرانية، أبرزها “فوردو” تحت الأرض.
ماذا بعد؟
ربما كشفت الحرب عن قوة إسرائيل الاستخباراتية وقدرتها على الوصول للعمق الإيراني، لكنها في الوقت نفسه أظهرت أن إيران لم تفقد قدرتها على الرد، لكن السؤال يبقى: من خرج منتصرًا؟.