قلب العمليات الأميركية النابض.. ماذا تخفي قاعدة “العديد”؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في قلب الصحراء القطرية، تقبع واحدة من أكثر المنشآت العسكرية الأميركية تحصينًا في العالم، قاعدة “العديد” الجوية، التي تحولت من مجرد منشأة عسكرية إلى ما يشبه “عين واشنطن” المفتوحة دومًا على الخليج ومنطقة الشرق الأوسط.

القاعدة التي استُهدفت مؤخرًا بصواريخ إيرانية، الإثنين، تحتضن قرابة 10 آلاف جندي أميركي، وتعد مركز القيادة الإقليمي للعمليات الأميركية في المنطقة، وتشكل نقطة انطلاق رئيسية لأي تحرك عسكري أميركي يمتد من شمال شرق إفريقيا إلى جنوب آسيا.

قلب العمليات الأميركية في 21 دولة

بحسب صحيفة نيويورك تايمز، تضم القاعدة أنظمة دفاع جوي متقدمة، إلى جانب مركز للعمليات الجوية المشتركة، يتيح للقوات الأميركية تنسيق مهامها العسكرية في 21 دولة.

هذا المركز يعد القلب النابض للتحركات الجوية الأميركية، ويمثل القوة الضاربة لواشنطن في واحدة من أكثر المناطق توترًا في العالم.

تمويل قطري.. وتوسعة بمليارات الدولارات

بُنيت القاعدة عام 1996 بتمويل قطري، وتواصلت عمليات تطويرها لسنوات، حيث أنفقت الدوحة ما لا يقل عن 8 مليارات دولار على توسعتها وتجهيزها، لتصبح منشأة مشتركة بين القوات المسلحة القطرية، والجيش الأميركي، وسلاح الجو الملكي البريطاني.

الاستخدام الأميركي الفعلي للقاعدة بدأ بعد أحداث 11 سبتمبر، حين تحوّلت “العديد” إلى منصة انطلاق للطائرات التي استهدفت تنظيم “القاعدة” في أفغانستان.

وبحلول عام 2003، أصبحت القاعدة المركز الرئيسي للعمليات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط، خلال حربي العراق وأفغانستان.

العديد في قلب حروب العراق وسوريا

ومن على مدرجاتها، انطلقت المقاتلات المتقدمة، والطائرات المسيّرة، والقاذفات بعيدة المدى، وطائرات النقل، والتزود بالوقود، لتنفيذ ضربات ضد تنظيم داعش في سوريا، وتنفيذ مهام استخباراتية ومراقبة جوية دقيقة.

ولم تقتصر أهمية القاعدة على العمليات القتالية، بل تحوّلت في 2021 إلى نقطة إجلاء مركزية، تم فيها استقبال عشرات الآلاف من الأفغان والأميركيين الفارين من كابول، خلال الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

كما أدى التوسّع المستمر في القاعدة إلى تمكين عدد من القيادات الأميركية من العمل منها، إذ تستضيف إلى جانب القيادة المركزية الأميركية، منشآت خاصة بقيادة القوات الخاصة.

ماذا بعد؟

ورغم هذه الأهمية القصوى، ظل موقع القاعدة طي السرية لسنوات، إلى أن كُشف النقاب عنها في 2013، حين رفع وزير الدفاع الأميركي آنذاك، تشاك هيغل، السرية عنها، لتتجلى حقيقة “العديد” كأهم أداة أميركية في الشرق الأوسط.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *