إشارات غريبة من القارة القطبية الجنوبية.. ما الذي فهمه العلماء؟

إشارات غريبة من القارة القطبية الجنوبية.. ما الذي فهمه العلماء؟

ماذا حدث؟

في يونيو 2025، رصدت تجربة “أنيتا” (ANITA)، وهي مجموعة هوائيات راديو معلقة على بالونات فوق أنتاركتيكا، إشارات راديوية غامضة تنبعث من تحت الجليد، وليس من الفضاء، بزاوية 30 درجة تحت الأفق.

هذه الإشارات، التي رُصدت أول مرة عام 2006، تخالف قوانين الفيزياء المعروفة، إذ يُفترض أن الجليد والصخور يمنعان مرور مثل هذه الموجات عبر آلاف الكيلومترات.

فريق دولي من جامعة ولاية بنسلفانيا وآخرون حاولوا تفسير الظاهرة، مستخدمين بيانات من “أنيتا” وتجربة “IceCube” للنيوترينوات.

الإشارات تُشبه نبضات الأشعة الكونية عالية الطاقة، لكن مصدرها تحت الجليد يثير الحيرة لأنها تخالف قوانين الفيزياء، مما أثار جدلاً علميًا واسعًا.

لماذا هذا مهم؟

الإشارات قد تُشير إلى فيزياء جديدة، مثل جسيمات غير معروفة أو تفاعلات تتجاوز النموذج القياسي للفيزياء.

فرضية بارزة تربطها بالنيوترينوات عالية الطاقة، التي قد تمر عبر الأرض دون امتصاص كامل، لكن زاوية الرصد تُعقد هذا التفسير.

نظريات أخرى تشمل جسيمات افتراضية مثل “الستاو” (stau) من فيزياء ما وراء النموذج القياسي، وإذا تأكدت، قد تُغير الإشارات فهمنا للكون، خاصةً حول الأشعة الكونية أو المادة المظلمة.

أنتاركتيكا، بجليدها النقي وبعدها عن التداخلات، تُعد مختبرًا مثاليًا لهذه الاكتشافات، لكن التفسيرات الحالية قد تكون مشوشة بسبب ظواهر طبيعية مثل انعكاسات الجليد، لذلك فالأمر بحاجة لدراسات معمقة تؤكد أهمية الظاهرة.

ماذا بعد؟

العلماء يخططون لتوسيع التجارب باستخدام أجهزة أكثر حساسية، مثل ترقيات “IceCube” أو أنظمة راديو جديدة، لتأكيد مصدر الإشارات، ففرضيات مثل النيوترينوات أو الجسيمات الجديدة تتطلب بيانات إضافية للتحقق.

قد تُجرى محاكيات حاسوبية لفهم كيفية مرور الإشارات عبر الجليد، وربما تُستخدم تقنيات حفر لاستكشاف مواقع تحت الجليد، مثل البحيرات الجوفية التي قد تؤثر على الموجات.

إذا ارتبطت الإشارات بجسيمات جديدة، قد تُعزز أبحاث المادة المظلمة أو تُؤدي إلى اختراقات في مصادمات الجسيمات، لكن هناك احتمال أن تكون الإشارات ناتجة عن ظواهر معروفة مثل اضطرابات جليدية أو تداخلات أرضية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *