ماذا حدث؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استغل رد إيران الضعيف على قاعدة العديد الأمريكية ليعلن “انتصارًا”، مدعيًا على Truth Social أن “السلام” قد تحقق، وتوقع وقف إطلاق نار “أبدي” بين إيران وإسرائيل، بدأ الثلاثاء 24 يونيو.
رغم ذلك، تبادلت إسرائيل وإيران هجمات قبل الهدنة، مما أظهر هشاشة الوضع.
ترامب، الذي وصف الضربات بأنها قضت على البرنامج النووي الإيراني، يسعى لتصوير نفسه صانع سلام، لكن خبراء مثل كيلسي دافنبورت وجوزيف سيرينسيوني يحذرون من أن إيران نقلت 400 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى موقع سري، مما يتيح لها صنع قنبلة في أسابيع.
لماذا هذا مهم؟
إعلان ترامب عن “سلام الأبدي” في الشرق الأوسط، الذي وصفه الصحفي المخضرم ستيفن كولينسون بـ”الوهم المحتمل”، يتناقض مع تعقيدات المنطقة.
الضربات أضعفت إيران عسكريًا وإقليميًا، بعد تدمير وكلائها: حزب الله وحماس، لكنها عززت تصميمها على السلاح النووي كردع، كما حذر سيرينسيوني.
إيران قادرة على إعادة بناء برنامجها باستخدام اليورانيوم المنقول ومعرفتها النووية، مما يهدد بأزمة أعمق.
إسرائيل، التي أصبحت قوة إقليمية مهيمنة، قد تستمر في استفزاز إيران إذا لم يفرض ترامب ضغطًا على نتنياهو، الذي يستفيد سياسيًا من التصعيد في منطقة وصفت بأنها “مقبرة للسلام”.
الضربات أظهرت فطنة ترامب، لكن تجاهله للكونغرس وحلفاء أمريكا يعكس سياسة خارجية متقلبة قد تُعقد الاستقرار طويل الأمد.
ماذا بعد؟
استمرار السلام بين إيران وإسرائيل غير مرجح، ففور الهدنة أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان أنه لن يؤدي وقف إطلاق النار دون اتفاق واضح إلا إلى حرب أخرى خلال سنتين أو ثلاث سنوات في ظروف أسوأ.
إيران قد تُكثف تخصيب اليورانيوم سرًا، كما توقع دافنبورت، مستغلة اليورانيوم المنقول لصنع قنبلة خلال أسابيع، مما يُشعل سباقًا نوويًا.
إسرائيل، بدعم ترامب، قد تُواصل هجماتها إذا شعرت بتهديد نووي، بينما يستغل نتنياهو الهدنة لتعزيز موقفه السياسي.
دبلوماسيًا، قد تُعيد وساطة قطر أو عُمان فتح مفاوضات إذا قبلت إيران وقف التخصيب، لكن النظام الإيراني، قد يرفض.
ترامب قد يستغل نجاحه للضغط على إسرائيل لحل أزمة غزة، لكن تاريخ المنطقة يُشير إلى أن الهدنة مؤقتة، وأزمة نووية أكبر تلوح في الأفق.