بعد الحرب.. هل صنع قنبلة نووية إيرانية أصبح مستحيلاً؟

بعد الحرب.. هل صنع قنبلة نووية إيرانية أصبح مستحيلاً؟

ماذا حدث؟

في 22 يونيو 2025، قصفت الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية إيرانية: فوردو، ونطنز، وأصفهان، باستخدام 14 قنبلة GBU-57 “بانكر باستر” و30 صاروخ توماهوك، في عملية “مطرقة منتصف الليل”.

الرئيس دونالد ترامب أعلن تدمير المواقع، مدعيًا أن البرنامج النووي الإيراني “انتهى”، لكن قادة النظام الإيراني أكدوا أن اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، البالغ 550 كجم، نُقل من فوردو إلى مكان سري قبل الضربة، ورصدت صور الأقمار الصناعية حركة شاحنات قرب فوردو قبل يومين، مما يدعم الرواية الإيرانية.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية أشارت إلى أضرار كبيرة في المواقع دون زيادة إشعاع خارجي، لكن الدبلوماسي السابق رافائيل غروسي قال إن تقييم الأضرار تحت الأرض لم يكتمل.

خبير الانتشار النووي هنري سوكولسكي حذر من أن إيران لا تزال قادرة على صنع قنبلة باستخدام اليورانيوم المنقول، إما برفعه إلى 90% خلال أسبوعين ونصف أو بتصنيع قنبلة بدائية بنسبة 60% بقوة انفجارية في نطاق الكيلو طن.

لماذا هذا مهم؟

الضربات الأمريكية، رغم نجاحها التكتيكي، لم تُنهِ التهديد النووي الإيراني بالكامل.

نقل اليورانيوم المخصب، كما أشار سوكولسكي، يُبقي إيران على مسافة قريبة من السلاح النووي، حيث يمكن لـ550 كجم أن تُنتج ست إلى 15 قنبلة وفق تقديرات الوكالة الدولية والاستخبارات.

انهيار اتفاق 2018 قلص “زمن الاختراق النووي” إلى أسابيع، مما يجعل إيران قادرة على استئناف التخصيب بسرعة إذا نجت أجهزة الطرد المركزي المتقدمة (IR-6).

أصفهان، التي خزنت مواد حساسة ومعدات لصنع معدن اليورانيوم، لم تُصب بقنابل خارقة، مما يثير تساؤلات حول سلامتها.

يقول سوكولسكي إن “اللعبة لم تنته”، مشيرًا إلى احتمالية إعادة بناء سرية، خصوصًا أن الفشل في تدمير المواد النووية قد يُعزز تصميم إيران على السلاح، مستلهمة تجربة كوريا الشمالية.

ماذا بعد؟

قد تتجه إيران لتسريع برنامجها النووي سرًا، مستغلة اليورانيوم المنقول وأي أجهزة طرد مركزي نجت.

سوكولسكي يرى أن إيران قد تصنع قنبلة بدائية دون تخصيب إضافي، مما يعزز قدرتها على الردع.

الضربات قد تدفع طهران لنقل عملياتها إلى مواقع سرية، كما حذر جيفري لويس، مما يُصعب المراقبة.

دبلوماسيًا، أغلقت الضربات قنوات التفاوض، كما أشار عباس عراقجي، لكن وساطة قطر أعادت فتحها بعد عرض ترامب للهدنة.

عسكريًا، رد إيران المحدود على قاعدة العديد الأمريكية حفظ ماء الوجه، لكنها تراجعت عن  إغلاق مضيق هرمز حتى لا تشعل حربًا إقليمية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *