هل يتغير نظام الحكم في إيران بعد دعوة ترامب؟

هل يتغير نظام الحكم في إيران بعد دعوة ترامب؟

ماذا حدث؟

في 22 يونيو 2025، أثار الرئيس دونالد ترامب إمكانية “تغيير النظام” في إيران عبر منشور على Truth Social، قائلاً: “ليس من السياسي الصحيح استخدام مصطلح تغيير النظام، لكن إذا لم يستطع النظام الإيراني الحالي جعل إيران عظيمة مجددًا، فلماذا لا يكون هناك تغيير للنظام؟”.

جاءت التصريحات بعد ضربات أمريكية على مواقع نووية إيرانية: (فوردو، ونطنز، وأصفهان) بقنابل GBU-57، مما أضعف قدرات التخصيب الإيرانية.

التصريحات تناقضت مع تأكيدات مسؤولي إدارته، مثل نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيث، بأن الهدف ليس تغيير النظام بل منع إيران من امتلاك سلاح نووي.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يدعم ضمنيًا تغيير النظام، شكر ترامب، مشيرًا إلى ذروة التعاون الأمريكي-الإسرائيلي.

إيران، التي تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية، لم تشهد انتفاضات كبيرة، بل تجمعًا حول النظام بسبب الحرب، وفقًا لخبراء.

لماذا هذا مهم؟

دعوة ترامب، رغم أنها لم تُترجم إلى سياسة رسمية، تُثير تساؤلات حول نواياه وتُعقد الوضع في الشرق الأوسط.

إيران، المنهكة عسكريًا واقتصاديًا بعد خسارة وكلائها حزب الله وبشار الأسد، تواجه أزمة شرعية داخلية مع اقتراب نهاية حكم الخامنئي.

لكن، كما يُشير المحلل ستيفن كولينسون، فإن تغيير النظام قد يُؤدي إلى فوضى أو قمع أشد، وليس بالضرورة إلى ديمقراطية.

الضربات دمرت جزءًا كبيرًا من البرنامج النووي، لكن عدم التأكد من تدمير 550 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% يُثير مخاوف من إعادة بناء سرية.

تصريحات ترامب تُعاكس تاريخه المناهض للتدخلات، مما يُثير انقسامات داخل الحزب الجمهوري، حيث يعارض حلفاء مثل تاكر كارلسون الحروب الجديدة.

هل يتغير النظام؟

التغيير غير مرجح على المدى القريب للأسباب التالية:

– تماسك النظام: رغم الضعف، يحتفظ النظام بسيطرة عبر القمع ودعم الحرس الثوري، كما أن التجمع الوطني حول النظام بعد الهجوم الإسرائيلي يُقلل فرص الانتفاضة.

– مخاطر الفوضى: كما يحذر المحلل إيان بارميتر، فإن انهيار النظام قد يُؤدي إلى فوضى عِرقية أو حرب أهلية في بلد يضم 90 مليون نسمة، مما يُثني الولايات المتحدة عن التدخل المباشر.

– رد إيراني محتمل: تصريحات وزير الخارجية عباس عراقجي في إسطنبول تُشير إلى رد عسكري “متناسب”، مما قد يُؤخر التركيز على التغيير الداخلي.

– عدم دعم أمريكي واسع: استطلاع “الإيكونومست” يُظهر معارضة 60% من الأمريكيين للتورط، مما يحد من طموحات ترامب إذا تصاعدت التكاليف.

ومع ذلك، قد تُحفز الضربات ضغوطًا طويلة الأمد إذا فشل النظام في مواجهة الأزمات الاقتصادية أو إعادة بناء نووي، كما يقول ريتشارد هاس.

ماذا بعد؟

إيران قد تُطلق هجمات رمزية على مصالح أمريكية أو إسرائيلية، كما فعلت عام 2020، لتجنب حرب شاملة.

وساطة قطر أو عُمان قد تُفضي إلى هدنة إذا قبلت إيران التخلي عن التخصيب، لكن الخامنئي قد يرفض للحفاظ على ماء الوجه.

أما إغلاق مضيق هرمز أو هجمات على منشآت نفطية خليجية فقد يُشعل حربًا، مما يُعزز دعوات التغيير إذا انهار النظام.

وفي النهاية، فإن استمرار القمع قد يُؤجج الغضب، لكن بدون تنظيم المعارضة، فإن التغيير يبقى بعيدًا.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *