ماذا حدث؟
في 22 يونيو 2025، نفذت الولايات المتحدة عملية “مطرقة منتصف الليل”، وهي ضربة استهدفت مواقع نووية إيرانية بـ14 قنبلة GBU-57 “بانكر باستر” و30 صاروخ توماهوك.
لضمان المفاجأة، استخدمت الولايات المتحدة خداعًا استراتيجيًا، حيث أقلعت سبع قاذفات B-2 من ميسوري متجهة شرقًا نحو إيران في رحلة استغرقت 18 ساعة مع اتصالات محدودة، بينما أُرسلت قاذفات أخرى غربًا نحو غوام كطعم للتضليل.
مقاتلات رافقت القاذفات لتأمين المجال الجوي، وأطلقت غواصة أمريكية صواريخ كروز لتدمير البنية التحتية السطحية في أصفهان.
الجنرال دان كين أكد أن إيران لم تكتشف القاذفات أو تُطلق صواريخ مضادة، مما يعكس نجاح الخداع.
الرئيس ترامب، الذي أخفى الخطة حتى عن كبار المسؤولين، أعلن تدمير المواقع، بينما أشار وزير الدفاع بيت هيغسيث إلى “دمار البرنامج النووي”، رغم تحفظ كين على تقييم الأضرار.
كيف تم الخداع؟
– طعم غوام: أُرسلت قاذفات B-2 غربًا نحو المحيط الهادئ، مما أوحى بأن العملية قد لا تستهدف إيران مباشرة، مما صرف انتباه أنظمة الرصد الإيرانية.
– سرية الاتصالات: القاذفات المتجهة شرقًا حافظت على الحد الأدنى من الاتصالات، مستفيدة من قدرات B-2 التخفية لتجنب رادارات إيران.
– مقاتلات التغطية: رافقت مقاتلات القاذفات لتأمين المجال الجوي، مما حال دون استجابة إيرانية، حيث لم تُحلّق مقاتلاتها أو تُفعّل دفاعاتها الجوية.
– صواريخ كروز: إطلاق 20 صاروخ توماهوك من غواصة على أصفهان تزامن مع اقتراب القاذفات، مما شتت دفاعات إيران.
– سرية القرار: ترامب أخفى الخطة عن معظم المسؤولين، ولم تُعلن إلا عبر منشوره على Truth Social بعد بدء العملية، مما حال دون التسريبات.
لماذا هذا مهم؟
الخداع ضمن نجاح الضربة تكتيكيًا، حيث لم تتمكن إيران من الرد أثناء الهجوم، كما أكد كين: “لم ترصدنا أنظمتهم”، وهذا يعكس تفوق الولايات المتحدة التكنولوجي والاستخباراتي.
لكن عدم اكتمال تقييم الأضرار، خاصة مصير 550 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، يُثير تساؤلات حول فعالية الضربة.
إيران، التي وعدت برد “متناسب” عبر وزير خارجيتها عباس عراقجي، قد تستغل الخداع لتبرير إعادة بناء نووي سرية.
ماذا بعد؟
قد تُطلق إيران هجمات محدودة على مصالح أمريكية أو إسرائيلية، كما فعلت عام 2020، لتجنب حرب شاملة.
أما تصريحات عراقجي بأن الضربات “دمرت الدبلوماسية”، فتشير لتُعقد فرص التفاوض، خاصة مع تهديد ترامب بضربات إضافية.
سرية العملية قد تُغذي دعوات عزل ترامب من اليسار، بينما يواجه ضغطًا من قاعدته الانعزالية لتجنب التورط، وقد يدفع الخداع إيران لتعزيز دفاعاتها الجوية أو نقل مواردها النووية إلى مواقع سرية.