ماذا حدث؟
في 22 يونيو 2025، نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية- فوردو، ونطنز، وأصفهان- باستخدام قنابل “بانكر باستر” زنة 30 ألف رطل، مما أدى إلى تدمير مرافق التخصيب النووي الرئيسية، وفقًا للرئيس دونالد ترامب، الذي وصف العملية بـ”النجاح العسكري المذهل”.
جاءت الضربات بعد أسبوع من الحملة الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية، وسط ضغوط إسرائيلية لتدخل أمريكي.
إيران، التي خسرت جزءًا كبيرًا من صواريخها الباليستية (أُطلق 400-700 من أصل 2000) وثلث قاذفاتها، لم ترد بعد بشكل مباشر، لكن خبراء يتوقعون ردًا محدودًا مشابهًا لردها على اغتيال قاسم سليماني عام 2020.
ترامب حذر من رد “ساحق” إذا هاجمت إيران مصالح أمريكية، بينما تُشير تقارير إلى اعتقال 223 إيرانيًا بتهم “التعاون مع إسرائيل” منذ 14 يونيو.
لماذا هذا مهم؟
الضربات الأمريكية أعادت تشكيل الشرق الأوسط، حيث قضت على تهديد إيران النووي، الذي كان يُمكنها من إنتاج قنبلة في غضون أيام، بحسب الرواية الغربية.
إيران، الضعيفة عسكريًا وسياسيًا بعد سقوط الأسد في سوريا وخسائر حزب الله، تواجه خيارين: التفاوض أو التصعيد.
التفاوض يتطلب التخلي عن التخصيب النووي، وهو تنازل قد يُهدد شرعية النظام، بينما التصعيد قد يُؤدي إلى حرب إقليمية.
الضربات أرسلت إشارة قوية لروسيا والصين، كما يُشير المحلل آلان بينو، بأن ترامب مستعد لاستخدام القوة لحماية المصالح الأمريكية.
ومع ذلك، عدم التأكد من تدمير 550 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% يُثير تساؤلات حول قدرة إيران على إعادة البناء.
استطلاع “الإيكونومست” في 17 يونيو يُظهر معارضة 60% من الأمريكيين للتورط، مما يضغط على ترامب لتجنب حرب طويلة.
ماذا بعد؟
يتوقع المحلل جوناثان بانيكوف أن تُطلق إيران هجومًا رمزيًا على قواعد أمريكية في العراق أو سوريا، مشابهًا لهجوم 2020، للحفاظ على ماء الوجه دون استفزاز رد ساحق.
وكلاء إيران، مثل “كتائب حزب الله”، قد يُشاركون في هجمات غير مباشرة، كما حذرت كارولين زير.
بينما يرى المحلل دانيال شابيرو أن الضربات تُوفر مخرجًا لإنهاء الحرب عبر دبلوماسية بوساطة قطر أو عُمان، مع عرض تخفيف العقوبات مقابل تخلي إيران عن التخصيب ودعم الوكلاء، لكن عناد خامنئي، كما أشار إيان بارميتر، قد يُعيق التسوية.
إذا اختارت إيران هجومًا كبيرًا أو أغلقت مضيق هرمز، كما يحذر بانيكوف، قد تُشعل حربًا إقليمية، مما يُهدد إمدادات النفط العالمية ويُفاقم التضخم، وهذا قد يُجبر الولايات المتحدة على استهداف بنية إيران الاقتصادية.
كما يُشير بارميتر، ضعف النظام قد يُحفز انتفاضة شعبية، لكن تنوع إيران العرقي قد يُؤدي إلى فوضى أو حرب أهلية، خاصة إذا استهدفت إسرائيل رموز النظام، كما يرغب نتنياهو.
تأثير عالمي: الضربات عززت موقف ترامب ضد روسيا في أوكرانيا، كما يقول جون هيربست، لكن تورط أمريكي طويل قد يُشتت انتباه واشنطن، كما تخشى زير. إعادة بناء إيران لبرنامجها النووي ممكنة إذا نجا اليورانيوم المخصب، كما حذرت تريسا غوينوف.
الخلاصة: الضربات الأمريكية أضعفت إيران لكنها لم تُنهِ الحرب. رد طهران—محدود أو تصعيدي—سيحدد المسار، مع فرصة للتفاوض إذا قبلت شروط ترامب. لكن عناد خامنئي وطموحات نتنياهو قد يُطيلان الصراع، مما يُهدد استقرار المنطقة والاقتصاد العالمي.