ماذا حدث؟
نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منشورًا على منصة “تروث سوشال”، وصَف فيه تمويل الولايات المتحدة لسد النهضة الإثيوبي بـ”الغبي”، مُشيرًا إلى أن السد، الذي بُني على النيل الأزرق، يُقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى مصر.
جاء المنشور أثناء حديثه عن دوره في إحلال السلام في صراعات عالمية، بما في ذلك نزاع مصر وإثيوبيا.
في منشور سابق، ادعى ترامب أنه حقق “سلامًا مؤقتًا” بين البلدين بفضل تدخله فخلال ولايته الأولى (2017-2021)، توسط ترامب في مفاوضات السد لكنه فشل في التوصل إلى اتفاق ملزم، حيث بدأت إثيوبيا ملء السد منذ يوليو 2020 دون موافقة مصر والسودان، مما زاد التوترات.
لماذا هذا مهم؟
كشف ترامب عن دور أمريكي في تمويل سد النهضة (4.6 مليار دولار)، وهو ما يتناقض مع مصالح مصر التي ترى السد تهديدًا وجوديًا لأمنها المائي، حيث تعتمد مصر على النيل بنسبة 97% لمياهها.
السد، الذي بدأ بناؤه عام 2011، يُقلل تدفق المياه إلى مصر، مما يُهدد الزراعة ومياه الشرب لـ100 مليون نسمة، خاصة مع تخزين إثيوبيا 41 مليار متر مكعب بحلول 2024.
تصريحات ترامب تُثير الجدل حول انحياز الولايات المتحدة، التي قطعت مساعدات عن إثيوبيا عام 2020 (130 مليون دولار) لضغطها لصالح مصر، لكنها لم توقف التمويل الأولي.
هذا الدور المزدوج أثار غضب المصريين، الذين يرون أن واشنطن دعمت مشروعًا يُضر بهم، بينما فشلت وساطتها في حماية مصالحهم.
ماذا بعد؟
تصريحات ترامب قد تُعقد العلاقات المصرية-الأمريكية، خاصة إذا استمر الانحياز، وقد تكثف مصر ضغوطها عبر الاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة لإعادة التفاوض، لكن إثيوبيا ترفض التحكيم الملزم.
تحذيرات مصر من “كل الخيارات مفتوحة” قد تُجدد المخاوف من صراع إقليمي، خاصة مع تلميحات ترامب عام 2020 بأن مصر قد “تفجر السد”، لكن الخبراء يرون أن الضربة العسكرية كارثية بسبب المخزون المائي الهائل.
قد يُعزز تدخل ترامب، إذا استمر، مفاوضات جديدة، لكن نجاحها يعتمد على موافقة إثيوبيا على بروتوكول تخفيف الجفاف، لأن استمرار الأزمة يُهدد الزراعة المصرية ويُقلل الاستثمار الأجنبي بسبب عدم الاستقرار المائي.