ماذا حدث؟
في 20 يونيو 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل قراره بشأن توجيه ضربة عسكرية لإيران لمدة أسبوعين، مما أثار حيرة في إسرائيل التي بدأت هجماتها على منشآت إيران النووية في 13 يونيو.
إسرائيل، التي تُطالب بتدخل أمريكي لضرب منشأة فوردو النووية المدفونة تحت جبل، ترى أن القنابل الأمريكية العملاقة (30 ألف رطل) ضرورية لنجاح العملية.
تصريحات ترامب جاءت وسط ضغوط إسرائيلية، حيث قال وزير الدفاع السابق يوآف غالانت إن على أمريكا “ضمان عالم خالٍ من إيران نووية”.
في المقابل، يتفاوض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع نظرائه الأوروبيين في سويسرا، مما يُبقي الباب مفتوحًا لدبلوماسية نووية.
وفقًا لـCNN، يرى بعض المسؤولين الإسرائيليين أن مهلة ترامب “خدعة” لإبقاء طهران في حالة تخمين، بينما يخشى آخرون من تراجع أمريكي.
لماذا هذا مهم؟
تُعد مهلة ترامب نقطة تحول في الصراع الإسرائيلي-الإيراني، حيث تُواجه إسرائيل تحديات لوجستية بعد أسبوع من الضربات التي فقدت عنصر المفاجأة، مع تباطؤ “وتيرة نجاحها” وزيادة مخاطر الأخطاء، كما أشار مسؤول إسرائيلي لـCNN.
أمريكا، التي تُمسك بمفتاح تدمير فوردو، تُجابه انقسامًا داخليًا: جناح “MAGA” يعارض الحرب، بينما يرى آخرون فرصة للقضاء على التهديد النووي الإيراني.
ترامب، الذي يُفضل القرارات الفردية، يُوازن بين الدبلوماسية والضغط العسكري، وإيران، التي خسرت قادة عسكريين ومنشآت نووية، تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية، لكنها رفضت شروط ترامب السابقة لوقف التخصيب وتدمير صواريخها.
إذا فشلت المفاوضات، قد تُؤدي الضربة الأمريكية إلى تصعيد إقليمي، بينما قد يُعزز التفاوض هدنة مؤقتة.
ماذا بعد؟
المهلة تتيح لأوروبا وأمريكا استكشاف دبلوماسية لإحياء اتفاق نووي، خاصة مع إشارات إيران للانفتاح على محادثات غير مباشرة، لكن نائب وزير الخارجية الإيراني سعيد خطيب زاده حذر من أن التفاوض تحت القصف مستحيل، مما يُقلل التفاؤل.
أما ترامب فقد يستغل الأسبوعين لتعزيز الدعم اللوجستي لإسرائيل، كما حدث بإرسال مدمرة أمريكية للدفاع عنها.
إذا قرر ترامب التدخل، قد تستهدف الضربة فوردو، مما يُعطل البرنامج النووي الإيراني لأشهر، لكن ذلك قد يُشعل ردًا إيرانيًا، مثل إغلاق مضيق هرمز، كما هدد عضو برلماني إيراني.
وإذا لم تتدخل أمريكا، قد تواجه إسرائيل صعوبات في استهداف فوردو، مما يُطيل الصراع ويُهدد استقرارها الداخلي، كما حذر المحلل آلون بينكاس من أن نتنياهو “ربما أساء اللعب بأوراقه”.