ماذا حدث؟
أضعفت الضربات الإسرائيلية على إيران، حليفة روسيا الاستراتيجية، قوتها بشكل كبير، مستهدفة منشآتها النووية وقياداتها العسكرية.
إيران، التي تزود روسيا بطائرات “شاهد” المسيرة لاستخدامها في أوكرانيا، تواجه الآن تهديدًا بتغيير النظام، مما يُضيفها إلى قائمة حلفاء روسيا المفقودين في الشرق الأوسط، مثل العراق، وليبيا، وسوريا مؤخرًا.
رغم إدانة روسيا للهجمات الإسرائيلية كـ”غير قانونية”، فإنها لم تقدم دعمًا عسكريًا لإيران، مما يكشف حدود تحالفهما.
في الوقت نفسه، استفادت روسيا اقتصاديًا من ارتفاع أسعار النفط بسبب الاضطرابات، ووجدت فرصة دبلوماسية لتعزيز مكانتها كوسيط بين إيران، وإسرائيل، والولايات المتحدة.
لماذا هذا مهم؟
رغم خسارة إيران كحليف، تستفيد روسيا من الفوضى بطرق متعددة:
اقتصاديًا، ارتفاع أسعار النفط يدعم اقتصادها المتضرر من العقوبات، خاصة مع اعتمادها على تصدير الطاقة.
دبلوماسيًا، يمنح الصراع روسيا فرصة للخروج من عزلتها الدولية بسبب حرب أوكرانيا، حيث يُظهر الرئيس بوتين نفسه كوسيط له علاقات مباشرة مع إيران، وإسرائيل، وواشنطن.
هذه الوساطة، التي رحب بها الرئيس ترامب، تُعزز صورة روسيا كقوة عظمى.
سياسيًا، يُحول الصراع الانتباه العالمي عن أوكرانيا، حيث تُكثف روسيا هجماتها، مما يُخفف الضغط الدولي عليها.
ومع ذلك، خسارة إيران قد تُضعف قدرة روسيا على مواجهة النفوذ الغربي، خاصة إذا فقدت إمدادات الطائرات المسيرة.
ماذا بعد؟
من المرجح أن تستمر روسيا في استغلال الصراع لتحقيق مكاسب اقتصادية ودبلوماسية.
ارتفاع أسعار النفط سيظل مصدر دعم مالي قصير الأمد، لكن فقدان إيران قد يُعقد إمدادات الأسلحة لأوكرانيا، خاصة مع هجمات كييف على مصانع روسية.
دبلوماسيًا، قد ينجح بوتين في تعزيز دوره كوسيط، خاصة إذا استمرت إدارة ترامب في البحث عن تعاون خارج إطار أوكرانيا.
لكن، إذا انهار النظام الإيراني، ستخسر روسيا حليفًا استراتيجيًا، مما قد يُضعف نفوذها في الشرق الأوسط على المدى الطويل.
في الوقت نفسه، قد تُعزز الفوضى الإقليمية موقف روسيا كقوة بديلة للغرب، لكنها تواجه مخاطر عدم الاستقرار في المنطقة التي تعتمد عليها اقتصاديًا.