ماذا حدث؟
وسط تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل منذ فجر الجمعة، باتت الأنظار تتجه نحو المنشآت النووية الإيرانية، في محاولة لفهم حدود الضرر الذي لحق بها، ولماذا بقيت بعض المواقع، وعلى رأسها منشأة “فوردو”، بمنأى عن الاستهداف المباشر.
ضربات موجعة لمواقع حساسة
رغم إعلان تل أبيب، عبر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، أن الهجمات تهدف لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية وتقليص قدراتها الصاروخية، إلا أن ضرباتها لم تنهِ البرنامج النووي الإيراني، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.
العملية المسماة “الأسد الصاعد” تسببت بأضرار كبيرة في منشآت رئيسية، أبرزها نطنز وأصفهان؛ حيث تضررت البنية التحتية في نطنز، مع تدمير محطة التخصيب النموذجية ومصادر الطاقة المغذية لأجهزة الطرد المركزي.
أما أصفهان، فقد تعرّضت لضربة أشد طالت منشآت إنتاج اليورانيوم المعدني ومختبرات ومعامل تحويل المواد، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما قُتل 14 من كبار العلماء النوويين، بحسب تقارير أكدها الخبير ديفيد ألبريت.
لماذا هذا مهم؟
رغم اتساع الهجمات، بقيت منشأة “فوردو” صامدة دون أي أضرار، لتظل العقبة الأكبر أمام الحملة الإسرائيلية.
وتقع المنشأة على بُعد 95 كيلومترًا جنوب غربي طهران، داخل جبل وعلى عمق نحو 90 مترًا، داخل قاعدة للحرس الثوري، ما يجعل استهدافها شبه مستحيل دون ذخائر خارقة للتحصينات، وهي غير متوفرة لدى إسرائيل.
وتفتقر تل أبيب للطائرات والذخائر اللازمة لتدمير موقع بهذه الحماية، في حين تمتلك الولايات المتحدة هذه القدرات، ما يدفع إسرائيل للسعي إلى دعم عسكري أميركي مباشر لضرب فوردو.
دعم أميركي متردد
رغم دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل، إلا أن البيت الأبيض متردد في التورط المباشر، إذ يفضل ترامب الضغط على إيران للتفاوض بدلًا من توسيع الحرب.
ويواجه ضغوطًا من تيار “أميركا أولًا” الرافض للتدخلات الخارجية، وتعرض لانتقادات بعد دعمه للهجمات، لكنه رد قائلًا: “لا سلام مع سلاح نووي إيراني”.
وبحسب “فوكس نيوز”، فإن تدمير فوردو قد يتطلب رؤوسًا متفجرة بزنة 15 طنًا، ما يبرز مجددًا أن الولايات المتحدة وحدها تملك القدرة على تنفيذ هذا الهجوم بنجاح.
ماذا بعد؟
بقاء منشأة فوردو خارج نطاق التدمير يثير مخاوف من تحولها إلى نقطة انطلاق محتملة لتسريع إيران امتلاك السلاح النووي، خاصة أن طهران لوّحت بهذا الخيار إذا تعرضت منشآتها لهجوم شامل.
تأسست المنشأة عام 2007 وبقيت سرية حتى كشفها في 2009، وتضم قاعتين لتخصيب اليورانيوم بـ16 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي IR-1، بإجمالي نحو 3000 جهاز.
وفي 2015، جُمد التخصيب فيها بموجب الاتفاق النووي، مع استثناء محدود لإنتاج نظائر مستقرة، لكن إيران استأنفت نشاطها بعد انسحاب ترامب من الاتفاق عام 2018.