ماذا حدث؟
أطلقت إسرائيل عملية “الأسد الصاعد”، وهي هجمات جوية مكثفة على إيران استهدفت منشآت نووية (نطنز وأصفهان)، قواعد عسكرية، ومنشآت نفطية، مما أسفر عن مقتل 224 مدنيًا وفقًا لوزارة الصحة الإيرانية.
ردت إيران بإطلاق 370 صاروخًا باليستيًا ومئات الطائرات المسيرة على إسرائيل، مما تسبب في مقتل 24 شخصًا وإصابة 592.
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع فوكس نيوز في 15 يونيو 2025 أن العملية قد تؤدي إلى “تغيير النظام” في إيران، مدعيًا أن 80% من الإيرانيين يرغبون في الإطاحة بالنظام الديني.
دعم نتنياهو تصريحاته بالإشارة إلى القمع الداخلي، مثل إعدامات المتظاهرين وسجن النساء بسبب الحجاب.
ومع ذلك، لم تظهر دعوات علنية داخل إيران للثورة، حيث يركز السكان على النجاة من القصف، بينما عبرت شخصيات معارضة مثل نرجس محمدي عن رفض الحرب دون دعم إسرائيل.
لماذا هذا مهم؟
تُثير دعوات نتنياهو لتغيير النظام تساؤلات حول جدوى وتداعيات مثل هذا الهدف.
إيران، رغم ضعفها اقتصاديًا (تضخم 36%، انخفاض قيمة الريال 70%)، تحتفظ بنظام أمني قوي بقيادة الحرس الثوري والباسيج، مما يجعل الانتفاضة الشعبية غير مرجحة أثناء الحرب.
بحسب آرش عزيزي، خبير الشؤون الإيرانية، فإن الهجمات الإسرائيلية قد تُوحد الإيرانيين ضد إسرائيل بدلاً من إضعاف النظام، حيث يرى الكثيرون التدخل الأجنبي “خطًا أحمر”.
المعارضة الإيرانية، سواء داخل البلاد أو في الشتات، منقسمة بشدة: رضا بهلوي، نجل الشاه، يدعم إسرائيل علنًا، بينما تُعارض منظمة مجاهدي خلق بهلوي.
كلا الطرفين يفتقران إلى دعم شعبي واسع داخل إيران، كما أن دعم إسرائيل لجماعات انفصالية، مثل الأكراد، قد يُؤدي إلى رد فعل عكسي بتعزيز القومية الإيرانية.
ماذا بعد؟
من غير المرجح أن تُسقط إسرائيل النظام الإيراني في المدى القريب، ولذلك لعدة أسباب:
أولاً، القمع الأمني الإيراني ووحدة السكان أثناء الحرب يُقللان من فرص الانتفاضة.
ثانيًا، فشل إسرائيل في تدمير منشأة فوردو النووية يُبقي إيران قادرة على إعادة بناء برنامجها، مما قد يدفعها لتطوير سلاح نووي كردع.
ثالثًا، دعم إسرائيل للمعارضة، مثل بهلوي أو الأكراد، قد يُعزز شرعية النظام بوصفه “مدافعًا عن السيادة”.
رابعًا، الدول الإقليمية تحذر من أن تغيير النظام بالقوة سيُؤدي إلى فوضى، كما في العراق وسوريا.
بدلاً من ذلك، قد تُطيل إسرائيل الحرب لإضعاف إيران اقتصاديًا وعسكريًا، لكن هذا قد يُوسع الصراع ليشمل وكلاء إيران أو يُثير ردًا أمريكيًا إذا استُهدفت قواتها.
المسار الأرجح هو استمرار الضربات المتبادلة دون تغيير نظامي، مع احتمال تصعيد إيراني إذا شعرت بتهديد وجودي.