ماذا حدث؟
في 13 يونيو 2025، شنت إسرائيل هجمات جوية غير مسبوقة على إيران، استهدفت منشآت نووية وعسكرية، بما في ذلك نطنز وأصفهان، وقتلت قادة عسكريين وعلماء نوويين. ردت إيران بصواريخ باليستية على تل أبيب وحيفا، مما أثار مخاوف من حرب إقليمية.
الرئيس دونالد ترامب، الذي بدأ ولايته الثانية في يناير 2025، يسعى لتجنب التدخل العسكري المباشر في هذا الصراع، مؤكدًا دعمه لإسرائيل دفاعيًا فقط، كما في اعتراض الصواريخ الإيرانية.
رفض ترامب اقتراحًا إسرائيليًا باغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي، وأصر على الدبلوماسية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، لكن المفاوضات توقفت بعد الهجمات.
بحسب تحليل ستيفن كولينسون من شبكة CNN، يواجه ترامب ضغوطًا داخلية وخارجية قد تجبره على التدخل رغم رغبته في البقاء خارج الصراع.
لماذا هذا مهم؟
تجنب ترامب للصراع مع إيران يتماشى مع سياسته “أمريكا أولاً”، التي ترفض الحروب الأجنبية بعد تجارب العراق وأفغانستان.
لكنه يواجه معضلة: إذا هاجمت إيران قوات أمريكية أو أهدافًا عالمية، أو عطلت الشحن في مضيق هرمز، فقد يُجبر على الرد للحفاظ على المصداقية.
داخليًا، يضغط جمهوريون متشددون مثل ليندسي غراهام ومايك بنس لتدمير منشأة فوردو النووية، التي تتطلب أسلحة أمريكية خارقة، معتبرين أن هناك فرصة نادرة لإضعاف إيران.
في المقابل، يحذر أنصار “أمريكا أولاً”، مثل تاكر كارلسون وتشارلي كيرك، من خسارة قاعدة ترامب الشعبية إذا دخل حربًا جديدة.
خارجيًا، يُظهر تحدي نتنياهو وإلغاء إيران لمفاوضات عُمان ضعف نفوذ ترامب، خصوصًا مع تحذير ترامب لإيران من استهداف أمريكا، وإصراره على إمكانية التوصل لاتفاق.
ماذا بعد؟
من غير المرجح أن يبقى ترامب بعيدًا تمامًا عن الصراع بسبب عوامل متعددة:
أولاً، إذا تصاعدت هجمات إيران أو وكلائها ضد مصالح أمريكية، فقد يُضطر للرد العسكري، كما يُشير تقرير “نيويورك تايمز”، مما قد يشمل ضربات على منشآت إيران النفطية أو البحرية.
ثانيًا، قد يُقنعه ضغط الجمهوريين بتقديم دعم محدود، مثل تزويد إسرائيل بقنابل خارقة لفوردو، دون تدخل مباشر، كما اقترح غراهام.
ثالثًا، قد يحاول ترامب استغلال الدبلوماسية عبر وسطاء مثل قطر أو روسيا، لكن فشل المفاوضات قد يدفعه لتصعيد العقوبات أو التهديدات العسكرية، كما فعل في مارس 2025.
ومع ذلك، يظل حذرًا من الحرب بسبب مخاطرها السياسية والاقتصادية، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط، والمسار الأرجح هو دعم إسرائيل دفاعيًا مع محاولات دبلوماسية، لكن أي هجوم إيراني على أمريكا قد يُغير الحسابات، مما يجعل بقاءه خارج الصراع صعبًا.