هل يكتب تدمير فوردو نهاية الحرب بين إيران وإسرائيل؟

هل يكتب تدمير فوردو نهاية الحرب بين إيران وإسرائيل؟

ماذا حدث؟

في 13 يونيو 2025، شنت إسرائيل هجمات جوية مكثفة على إيران ضمن عملية “الأسد الصاعد”، استهدفت منشآت نووية رئيسية، بما في ذلك نطنز وأصفهان، وقتلت 14 عالمًا نوويًا إيرانيًا بارزًا.

وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، دُمرت منشأة نطنز فوق الأرض، التي تُنتج يورانيوم مخصب بنسبة 60%، مع تلوث إشعاعي وكيميائي “قابل للإدارة”.

كما لحقت أضرار بأصفهان، حيث تُحول إيران اليورانيوم الخام إلى غازات تغذية التخصيب.

أما منشأة فوردو، المدفونة تحت جبل على عمق 80-90 مترًا بالقرب من قم، فلم تُصب بأضرار كبيرة، رغم تقارير عن هجمات إسرائيلية.

ردت إيران بصواريخ باليستية على تل أبيب وحيفا، مُسببة أضرارًا وخسائر محدودة.

أكدت إسرائيل أن هدفها الاستراتيجي هو تدمير قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي، لكن فوردو، التي تحتوي على يورانيوم مخصب كافٍ لعدة قنابل، تظل عقبة رئيسية.

لماذا هذا مهم؟

تُعد فوردو محورًا حاسمًا في الصراع بسبب موقعها المحصن وقدرتها على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من الدرجة العسكرية (83.7% في 2023).

إذا بقيت فوردو سليمة، يمكن لإيران إعادة بناء برنامجها النووي بسرعة، مما يُبقي التهديد قائمًا لإسرائيل.

لا تمتلك إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات مثل “القنبلة الخارقة الضخمة” الأمريكية، مما يجعل تدمير فوردو مستحيلاً بدون دعم أمريكي مباشر.

يرى محللون، مثل جيمس أكتون، أن بقاء فوردو قد يُعجل بقرار إيران لتطوير سلاح نووي، خاصة بعد الضربات التي قد تُفسر كتهديد وجودي.

في المقابل، يُعتقد أن تدمير فوردو قد يُضعف إيران بشكل كبير، لكنه لن يُنهي الصراع تمامًا، حيث تحتفظ إيران بخبراتها النووية وقدراتها الصاروخية.

كما أن التصعيد قد يُوسع الحرب لتشمل وكلاء إيران أو حتى الولايات المتحدة، خاصة إذا هاجمت إيران قوات أمريكية.

ماذا بعد؟

تدمير فوردو لن يُنهي الحرب بين إيران وإسرائيل، لكنه قد يُغير ديناميكيتها، فإذا نجحت إسرائيل، بمساعدة أمريكية، في تدمير فوردو، فسيُؤخر ذلك البرنامج النووي الإيراني لسنوات، مما قد يُجبر إيران على التفاوض تحت ضغط، كما يأمل الرئيس ترامب.

لكن إيران قد ترد بتصعيد عسكري، مثل استهداف منشآت نفطية خليجية أو إغلاق مضيق هرمز، مما يُهدد الاقتصاد العالمي.

كما أن الهجمات الإسرائيلية قد تدفع إيران لسحب عضويتها من معاهدة الحد من الانتشار النووي وتطوير برنامج سري، كما حذر تقرير “نيويورك تايمز”.

إذا فشلت إسرائيل في تدمير فوردو، كما يُرجح بسبب تحصيناتها، فقد تطول الحرب، حيث ستحتاج إسرائيل إلى هجمات مستمرة أو عمليات سيبرانية واستخباراتية.

وفقًا لـ”وول ستريت جورنال”، يتردد ترامب في تقديم الدعم خوفًا من هجمات على القوات الأمريكية، لكن بدون مساعدته، قد تستمر الحرب أسابيع أو أشهر.

هاشتاق:
شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *