ماذا حدث؟
في 13 يونيو 2025، شنت إسرائيل هجمات غير مسبوقة على مواقع عسكرية ونووية إيرانية، تلتها ضربات ليلة السبت استهدفت منشآت نفطية وغازية حيوية، بما في ذلك حقل غاز جنوب بارس (الأكبر عالميًا)، ومصفاة طهران، ومستودع شاهران للوقود.
ردت إيران بصواريخ باليستية على مدن إسرائيلية، مما أثار مخاوف من تعطل إمدادات النفط العالمية.
سجلت أسعار النفط ارتفاعًا فوريًا، حيث قفز إلى ما يقارب 80 دولارًا، مسجلة أكبر زيادة يومية منذ مارس 2022.
تعكس هذه الزيادة مخاوف من تعطل مضيق هرمز، الذي يمر عبره 20% من النفط العالمي، إلى جانب علاوة مخاطر جيوسياسية.
لماذا هذا مهم؟
يؤثر التصعيد بين إيران وإسرائيل على أسواق النفط العالمية بسبب موقع إيران الاستراتيجي وإنتاجها النفطي.
إيران تنتج حوالي 3.3 مليون برميل يوميًا (3% من الإنتاج العالمي)، وأي تعطل في صادراتها أو مضيق هرمز سيرفع الأسعار بشكل كبير.
إغلاق المضيق قد يُكلف السوق 14 مليون برميل يوميًا، مما قد يدفع أسعار برنت إلى 100 دولار أو أكثر.
هذا الارتفاع يُغذي التضخم، حيث أن كل زيادة بنسبة 10% في أسعار النفط تُضيف 0.4% إلى أسعار المستهلكين خلال عام.
دول آسيا مثل الهند وباكستان، التي تعتمد على نفط الشرق الأوسط، معرضة بشكل خاص، بينما تواجه أستراليا، رغم عدم استيرادها نفطًا إيرانيًا، ارتفاعًا في أسعار الوقود بسبب ارتباطها بمعايير برنت.
كما أن تعطل سلاسل التوريد، خاصة إذا استهدفت وكلاء إيران مثل الحوثيين السفن في البحر الأحمر، قد يُفاقم التضخم ويُؤخر تخفيف السياسات النقدية عالميًا، مما سيمثل صدمة سيئة للاقتصاد العالمي في توقيت سيء.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن تستمر أسعار النفط في التقلب مع تطور الصراع، وإذا استهدفت إسرائيل منشآت إيران النفطية بشكل مستمر فقد ترتفع أسعار برنت إلى 80-100 دولار، خاصة إذا ردت إيران بتعطيل مضيق هرمز أو استهداف منشآت نفطية في العراق (5-7 مليون برميل يوميًا).
ومع ذلك، يُشير تحليل كابيتال إيكونوميكس إلى أن زيادة إنتاج أوبك (السعودية والإمارات) قد تحد من الارتفاع.
في المقابل، توقع محللو غولدمان ساكس استقرار الأسعار بحلول نهاية 2025 عند 55 دولارًا لخام غرب تكساس إذا هدأت التوترات.
إقليميًا، قد تسعى دول الخليج للحياد لتجنب تعطل المضيق، كما أكدت خلال اتصالات مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
عالميًا، قد تُجبر الأسعار المرتفعة الدول على استخدام احتياطياتها الاستراتيجية، بينما ستعتمد أستراليا ودول أخرى على الدبلوماسية لاحتواء التصعيد.