في 13 يونيو 2025، تصاعدت الحرب بين إسرائيل وإيران بعد ضربات إسرائيلية استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، أعقبها رد إيراني بصواريخ وطائرات مسيرة.
مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استمرار الهجمات لأسابيع، يبرز السؤال: كيف قد تنتهي هذه الحرب؟
السيناريو الأول: هزيمة إيرانية مشروطة
قد تلجأ إيران إلى ضربات عسكرية محدودة على إسرائيل، كإطلاق صواريخ أو هجمات إرهابية عبر وكلاء، لإظهار القوة داخليًا، ثم تقبل وقف إطلاق نار بوساطة أمريكية ودولية، وهذا يشبه استسلام حزب الله اللبناني في 2024 بعد حملة إسرائيلية مدمرة، حيث قبل وقف نار بشروط إسرائيل.
إيران، التي تضررت دفاعاتها الجوية ووكلاؤها (حزب الله، وحماس، والحوثيين)، وفقدت قادة عسكريين بارزين، قد تجد نفسها في موقف ضعيف، غير قادرة على تنسيق رد قوي.
الضربات الإسرائيلية المستمرة، بدعم استخباراتي موسادي وأمريكي، قد تعيق اتخاذ القرارات في طهران، ورغم مقاومة الاستسلام، قد تختار إيران “العيش لتقاتل يومًا آخر” لتجنب المزيد من الخسائر.
هذا السيناريو يتطلب ضغطًا دبلوماسيًا أمريكيًا قويًا، كما دعا الرئيس دونالد ترامب على منصة Truth Social لعودة المفاوضات النووية، محذرًا إيران من “الدمار” إذا لم تتوصل لاتفاق.
السيناريو الثاني: تراجع إسرائيلي تحت الضغط
إذا نجحت إيران في توجيه ضربات محدودة، كصواريخ تخترق الدفاعات الإسرائيلية أو هجمات إرهابية، مع إصلاح منشآتها النووية بسرعة، قد تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية لوقف الحرب.
الولايات المتحدة، رغم دعمها الأولي، وأوروبا قد يطالبان بالتهدئة، خاصة إذا طال أمد الصراع.
ترامب، الذي يسعى لاتفاق نووي يعزز سمعته، قد يضغط على نتنياهو لإنهاء العمليات إذا رأى أن الضرر كافٍ مؤقتًا، وإسرائيل، التي تعتمد على الدعم الأمريكي، قد تمتثل رغمًا عنها.
لكن هذا قد لا يؤدي إلى دبلوماسية مثمرة، إذ تواجه إيران صعوبات سياسية في التفاوض تحت الضغط، خاصة مع اقتصادها المنهار، مما يجعل تخفيف العقوبات مغريًا لكن التنازلات محرجة.
هذا السيناريو يعتمد على فعالية دفاعات إسرائيل (القبة الحديدية) وقدرة إيران على إصلاح منشآتها مثل نطنز.
السيناريو الثالث: توسع إقليمي للصراع
السيناريو الأكثر خطورة هو تحول الحرب إلى صراع إقليمي، فإيران هددت بمهاجمة قواعد أمريكية إذا اعتبرت واشنطن متواطئة، رغم نفي الولايات المتحدة تورطها.
إذا هاجمت إيران أهدافًا أمريكية، أو اعتقدت أن المفاوضات النووية كانت غطاءً للهجوم الإسرائيلي، قد تدخل الولايات المتحدة، مستخدمة أسلحتها المتطورة لضرب منشآت مثل فوردو.
إيران قد تدفع وكلاءها في العراق، اليمن، وسوريا لمهاجمة إسرائيل أو أهداف أمريكية، مما يوسع الصراع.
الأردن، الذي اعترض صواريخ إيرانية في 13 يونيو 2025، قد يُتورط إذا استخدمت الولايات المتحدة قواعدها، وهذا قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، مما يفيد روسيا ويؤثر على الاقتصاد العالمي.
إسرائيل قد تستمر في ضرباتها حتى تحقق أهدافها، بما في ذلك تغيير النظام في طهران، لكن ذلك قد يخلق فراغًا سياسيًا خطيرًا.
هذا السيناريو مرجح إذا فشلت الدبلوماسية وتصاعدت الخسائر.
السيناريو الرابع: حرب منخفضة المستوى مستمرة
قد لا تنتهي الحرب رسميًا، بل تتحول إلى صراع منخفض المستوى، فإسرائيل قد تشن ضربات متقطعة، مع عمليات اغتيال وتخريب في إيران، بينما ترد إيران بصواريخ أو هجمات إرهابية.
إيران قد تطور برنامجًا نوويًا سريًا، مستغلة الضربات الإسرائيلية كمبرر للانسحاب من التزامات التفتيش الدولي، وإذا فشلت إسرائيل في تدمير جميع مخزونات اليورانيوم المخصب، قد تتقدم إيران نحو السلاح النووي، مما يزيد التوترات.
هذا السيناريو يعكس حالة “لا حرب ولا سلام”، مع استمرار التوترات دون حل.