ماذا حدث؟
اندلع تراشق إعلامي بين الجيشين السوداني والليبي في 10 يونيو 2025، على خلفية اتهامات متبادلة حول التدخل في النزاعات الحدودية.
أصدر الجيش السوداني بيانًا اتهم فيه قوات تابعة للجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، بدعم قوات الدعم السريع في هجوم على مواقع حدودية في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، واصفًا ذلك بـ”العدوان السافر” و”انتهاك للقانون الدولي”.
رد الجيش الليبي ببيان، نافيًا هذه الاتهامات ووصفها بـ”المزاعم الباطلة”، متهمًا الجيش السوداني بمحاولة تصدير أزمته الداخلية وخلق “عدو وهمي”.
وأكد الجيش الليبي أن دورياته الحدودية تعرضت لاعتداءات من الجانب السوداني خلال اليومين الماضيين، لكنه احتوى الحوادث بهدوء، مشددًا على التزامه بحسن الجوار وحماية حدوده.
لم يقدم الطرفان تفاصيل دقيقة عن المواقع أو طبيعة الهجمات، لكن التوتر تصاعد بعد إغلاق ليبيا حدودها البرية مع السودان قبل شهر، عقب اختطاف مواطنين ليبيين.
لماذا هذا مهم؟
يُبرز هذا التراشق الإعلامي هشاشة العلاقات في المنطقة وتعقيد النزاعات الحدودية:
أولاً، يُعكس اتهام الجيش السوداني لليبيا استمرار سياسة توجيه الاتهامات لدول الجوار، مثل تشاد، لتبرير صعوباته في مواجهة الدعم السريع، مما يُفاقم التوتر الإقليمي.
ثانيًا، يُظهر الرد الليبي محاولة حفتر لتأكيد حياده وحماية صورته كشريك إقليمي، خاصة مع تزايد التقارير عن دعمه المزعوم للدعم السريع.
ثالثًا، تُشير الأزمة إلى تداعيات النزاع السوداني، الذي تسبب بنزوح مئات الآلاف إلى ليبيا، مما يُثقل كاهل دول الجوار ويُعقد إدارة الحدود.
رابعًا، يُسلط الضوء على التحديات الأمنية في المثلث الحدودي، حيث تتصارع قوات سودانية وليبية مع قوات الدعم السريع، مما يُهدد استقرار المنطقة.
ماذا بعد؟
في المدى القريب، من المرجح أن يستمر التراشق الإعلامي دون تصعيد عسكري كبير، حيث يسعى الطرفان لتجنب نزاع مباشر.
ليبيا قد تُكثف دورياتها الحدودية لردع أي اعتداءات، بينما يواصل الجيش السوداني اتهاماته لتعزيز موقفه الداخلي.
إقليميًا، قد تتدخل مصر أو الاتحاد الأفريقي لتهدئة التوتر، خاصة مع استمرار الأزمة الإنسانية.
على المدى الطويل، يتطلب استقرار الحدود اتفاقيات أمنية واضحة بين السودان وليبيا، مع دعم دولي لمعالجة تدفق اللاجئين ومكافحة تهريب الأسلحة.
فشل ذلك قد يُؤدي إلى مناوشات متكررة، مما يُعيق جهود السلام في السودان ويُفاقم معاناة النازحين، ويمكن التحدي في قدرة الطرفين على تحكيم العقل وتجنب التصعيد.