تُعد “القوات الشعبية”، بقيادة ياسر أبو شباب، ميليشيا جديدة في غزة، حيث أعلنت عن أول عملية مسلحة ضد حماس في خان يونس يونيو 2025.
ماذا حدث؟
ياسر أبو شباب، في الثلاثينيات من عمره، من عائلة بدوية مرموقة في جنوب غزة، كان مسجونًا لدى حماس بتهمة تهريب مخدرات حتى أكتوبر 2023.
بعد إطلاق سراحه، قاد “القوات الشعبية”، وهي ميليشيا تضم حوالي 300 مسلح، تعمل بالقرب من معبر كرم أبو سالم، مُؤمنة قوافل المساعدات من النهب.
في يونيو 2025، نفذت المجموعة كمينًا ضد “وحدة سهم”، وهي وحدة أمنية تابعة لحماس، باستخدام قواذف مضادة للأفراد، مما أسفر عن مقتل عناصر من حماس.
تُروج المجموعة لنفسها كـ”بديل ثوري” لحماس، وتوسعت بتنظيم لجان إدارية وفتح باب التجنيد.
تصريحات إسرائيلية، من أفيجدور ليبرمان وبنيامين نتنياهو، أكدت تسليح مجموعات معارضة لحماس، بما في ذلك أبو شباب، رغم نفيه تلقي أسلحة إسرائيلية، مدعيًا أن أسلحته “محلية”.
حماس وصفت أبو شباب بـ”الخائن”، وقتلت شقيقه وحاولت اغتياله، فما كان من عائلته إلا أنها أعلنت “إهدار دمه”، معتبرة أنه يدعم إسرائيل، بينما نفى أبو شباب هذه الاتهامات.
لماذا هذا مهم؟
تُبرز هذه التطورات تعقيد الوضع في غزة بعد ضعف سيطرة حماس:
أولاً، تُظهر المجموعة محاولة إسرائيل استغلال الانقسامات المحلية لإضعاف حماس، عبر تسليح فصائل معارضة، مما يُعزز استراتيجية “فرق تسد”.
ثانيًا، يُشير نشاط أبو شباب، من حماية المساعدات إلى مواجهة حماس، إلى ظهور قوى محلية تسعى لملء الفراغ السياسي والأمني، لكن شرعيتها محدودة بسبب اتهامات التعاون مع إسرائيل.
ثالثًا، تُثير المجموعة تساؤلات حول إدارة غزة ما بعد الحرب، فإسرائيل، بدعم أمريكي، تدفع نحو مناطق “آمنة” كممر موراغ، حيث يلعب أبو شباب دورًا في جذب النازحين.
رابعًا، يُعكس رفض عائلته وعدم انضمام واسع من سكان غزة خوفًا من وصمة “الخيانة”، مما يُضعف قدرة المجموعة على النمو.
أخيرًا، تُشير العملية ضد حماس إلى تصعيد داخلي قد يُفاقم الفوضى، خاصة مع استمرار الضغط الإسرائيلي.
ماذا بعد؟
في المدى القريب، ستستمر “القوات الشعبية” في عمليات محدودة ضد حماس، مستفيدة من دعم إسرائيلي محتمل، لكنها ستواجه مقاومة شرسة من حماس، التي قد تُكثف محاولات اغتيال أبو شباب.
توسع المجموعة يعتمد على قدرتها على استقطاب مقاتلين، لكن الخوف من وصمة التعاون مع إسرائيل سيُعيق ذلك.
إسرائيل قد تُعزز دعمها لأبو شباب كجزء من خطة لإنشاء بديل لحماس، لكن غياب خطة واضحة لإدارة غزة يُهدد بفشل هذه الاستراتيجية.
على المدى الطويل، يتوقف مصير المجموعة على نتائج الحرب وتطورات ما بعد حماس، فإذا فشلت إسرائيل في إيجاد سلطة محلية شرعية، قد تنهار مثل هذه الميليشيات تحت ضغط الانقسامات الداخلية، كما أن استمرار الفوضى قد يُعزز ظهور ميليشيات أخرى، مما يُعقد إعادة الإعمار.
أما السلطة الفلسطينية، التي تنأى بنفسها عن أبو شباب، فقد تُحاول ملء الفراغ، لكن ذلك يتطلب دعمًا دوليًا قويًا.