لعقود، توقع علماء الفلك أن تصطدم مجرتنا درب التبانة بمجرة أندروميدا، أقرب مجرة كبيرة، في غضون حوالي 5 مليارات سنة.
لكن دراسة جديدة، نُشرت في “Nature Astronomy” بقيادة تيل ساوالا من جامعة هلسنكي، تشكك في هذه النتيجة.
بتحليل بيانات من تلسكوب هابل ومهمة غايا، مع الأخذ في الاعتبار عدم اليقين في القياسات والتأثيرات الجاذبية لمجرة المغلان الكبرى (تابعة لدرب التبانة) ومجرة المثلث (M33، تابعة لأندروميدا)، وجد الباحثون أن احتمال التصادم خلال 10 مليارات سنة هو 50% فقط.
لماذا كان التصادم يُعتبر حتميًا؟
اكتُشف أن أندروميدا تتحرك نحونا عبر قياس سرعتها الشعاعية باستخدام تأثير دوبلر (انزياح طيف الضوء)، لكن الحركة الجانبية (السرعة العرضية) للمجرات صعبة القياس بسبب المسافات الهائلة.
وافترضت الدراسات السابقة أن هذه الحركة ضئيلة، مما جعل التصادم يبدو محتومًا.
ما الجديد في هذه الدراسة؟
بدلاً من اعتماد القيم الأكثر احتمالاً، شملت الدراسة عدم اليقين في قياسات السرعة والمواقع.
عبر محاكاة آلاف المسارات المحتملة للمجرتين، أظهرت أن إضافة تأثير المغلان الكبرى (تُبعد درب التبانة عن أندروميدا) ومجرة المثلث (تدفع أندروميدا نحو درب التبانة) يغير الحسابات.
في نصف السيناريوهات، لا يحدث تصادم، بل قد تدور المجرتان حول بعضهما دون اندماج.
ماذا لو حدث التصادم أو لم يحدث؟
في حالة التصادم، لن يكون كارثيًا للأرض لأن النجوم متباعدة بمسافات شاسعة، لكن المجرتين ستنصهران تدريجيًا في مجرة إهليلجية.
إذا لم يحدث، قد تستقر المجرتان في مدار طويل دون اصطدام، مما يعيد تشكيل فهمنا لمستقبل درب التبانة.
ما التالي؟
السرعة العرضية لأندروميدا هي أكبر مصدر عدم يقين، وستحدد قياسات أدق مستقبليًا ستحدد ما إذا كان التصادم محتملاً أو مجرد لقاء قريب.
هذه الدراسة تُبرز مدى تعقيد الكون، حتى في جوارنا القريب، وتُظهر أن مصير مجرتنا ليس مؤكدًا بعد.